في ظل الإنجازات العلمية المستمرة، استطاعت السويد تحقيق نتائج غير مسبوقة منذ أكثر من عقدين، بإحرازها ميداليتين فضيتين في دورة أولمبياد الفيزياء للعام الجاري، التي استضافتها العاصمة اليابانية طوكيو.وكان المتألقين الذين أحرزوا الفضية هما ميلفين ستورباكا، الطالب في مدرسة نورا ريال الثانوية في ستوكهولم، وزميله إميل ريد، الذي يدرس في مدرسة الصليب الأحمر الثانوية بفليك في النرويج. «إن تحقيق هذا الهدف المرموق كان الأمر الأعلى الذي كنت أطمح له، وأنا حقاً متفاجئ ومسرور للغاية» هكذا عبّر ستورباكا عن شعوره بالإنجاز.ومع أن السويد لم تحقق الذهبية في أولمبياد الفيزياء منذ الثمانينيات، إلا أنها غالباً ما تتألق بإحرازها للميدالية البرونزية. لكن الفضيتين التي حصلت عليها السويد هذا العام تمثلان أفضل نتيجة للبلاد منذ أكثر من 20 عام.ومن جانبه، أعرب ماكس كيسلبرغ، أحد القادة في الفريق السويدي، عن سعادته العارمة بهذا الإنجاز الكبير قائلا: «نحن متحمسون وسعداء جداً. فبالإضافة إلى ذلك، كان أحد المشاركين الآخرين على وشك الحصول على برونزية».وفي إطار التحليل التاريخي، فقد حققت السويد نتائج مشابهة تقريباً في أولمبياد الفيزياء لعام 2019، حيث فازت بفضية وبرونزيتين. ومع ذلك، فقد تم تكريم أحد الخمسة المشاركين السويديين أيضاً بتقدير شرفي في هذا العام.وتعتبر أولمبياد الفيزياء منافسة عنيفة تمتد على مدى يومين، حيث يتنافس فيها طلاب الثانوية ضد نحو 400 مشارك من أكثر من 80 بلد في حل المشكلات النظرية والتجارب العملية.ويستحق الذكر أن التوزيع النسبي للميداليات في المسابقة ليس مقتصراً على الثلاثة الأوائل فقط، حيث يحصل المشاركون الذين يصلون إلى أفضل 8% على ذهبية، بينما يستلزم الفضة الوصول إلى أفضل 25%، ويتطلب البرونز الوصول إلى أفضل 50% من المشاركين في المسابقة. وتعد هذه القواعد توفر فرصة عادلة لجميع المتنافسين، وتشجع على المشاركة الواسعة من مختلف البلدان.وفي الختام، إن النجاح الذي حققته السويد في هذه الدورة من أولمبياد الفيزياء يدل على التقدم الكبير في مجال التعليم العلمي، ويؤكد على الدور الحاسم الذي يلعبه الطلاب في التحقيق في القضايا العلمية المعاصرة.