حذرت وكالة الاستخبارات العسكرية الدنماركية (FE) في تحليل جديد لمشهد التهديدات الأمنية من أن روسيا قد تشكل تهديدًا عسكريًا مباشرًا لحلف الناتو خلال عامين، في حال انتهى الصراع في أوكرانيا أو تم تجميده. حاليًا، تُستنزف نسبة كبيرة من القدرات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما يجعل موسكو غير قادرة على خوض حرب متزامنة مع أي دولة من دول الناتو. لكن، بحسب التقرير، قد يتغير هذا الوضع بسرعة بعد انتهاء الحرب. وجاء في التقرير: "إذا انتهت الحرب في أوكرانيا أو تم تجميدها، ستتمكن روسيا من تحرير موارد عسكرية كبيرة، مما يعزز قدرتها على تشكيل تهديد مباشر لحلف الناتو." ثلاثة سيناريوهات للحرب خلال خمس سنوات توقعت الاستخبارات الدنماركية ثلاثة سيناريوهات محتملة تستطيع روسيا تنفيذها عسكريًا خلال السنوات الخمس التالية لانتهاء حرب أوكرانيا: 1️⃣ بعد ستة أشهر: تستطيع روسيا إشعال نزاع محلي مع إحدى دول الجوار.2️⃣ بعد عامين: قد تصبح قادرة على تهديد دولة أو أكثر من دول الناتو، وخوض صراع إقليمي في منطقة بحر البلطيق.3️⃣ بعد خمس سنوات: قد تكون روسيا جاهزة لحرب شاملة في القارة الأوروبية، إذا لم تتدخل الولايات المتحدة لدعم الناتو. مفاجأة في تقييم التهديدات جاءت هذه التقديرات في تقرير جديد مستقل عن التقرير السنوي التقليدي للاستخبارات الدنماركية، الذي نُشر في ديسمبر الماضي، والذي حذر بالفعل من تصاعد التهديدات الروسية، لكنه لم يحدد جدولًا زمنيًا واضحًا كما في هذا التقرير. وتشير الوكالة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتركيزها على جهود السلام في أوكرانيا، قد سرّع من إعادة تقييم الوضع الأمني، مما دفع الاستخبارات الدنماركية إلى تقديم تحليل أكثر وضوحًا بشأن التهديد الروسي المحتمل. وقالت أنيا دالغارد-نيلسن، رئيسة جهاز الاستخبارات في FE، في تصريحات لصحيفة Jyllands-Posten: "هذا تحليل متعمق نتابعه بشكل مستمر، وقد أصبح أكثر إلحاحًا نتيجة تركيز الإدارة الأمريكية الجديدة على تسوية النزاع في أوكرانيا." تحذيرات من تهديدات نووية ضد السويد وفنلندا حذر تقرير الاستخبارات السابق، الصادر في ديسمبر 2023 تحت عنوان "Udsyn 2024"، من أن روسيا قد تستخدم التهديدات النووية كوسيلة للضغط على السويد وفنلندا بعد انضمامهما إلى حلف الناتو. وجاء في التقرير: "ستحاول روسيا ردع السويد وفنلندا عن السماح للناتو بتأسيس بنية تحتية عسكرية، مثل مواقع التخزين ونشر أنظمة الأسلحة بعيدة المدى أو الأسلحة النووية في البلدين. ولتحقيق ذلك، قد تلجأ روسيا إلى استخدام لغة تهديدية حادة تجاه ستوكهولم وهلسنكي، بما في ذلك التهديد باستخدام الأسلحة النووية." بحسب التقرير، تعتمد قدرة روسيا على تنفيذ هذه السيناريوهات على عدم قيام الناتو بزيادة قدراته العسكرية بنفس الوتيرة، وعلى افتراض أن الولايات المتحدة لن تتدخل بشكل مباشر في أي صراع مستقبلي. وأضافت أنيا دالغارد-نيلسن: "ما نقدمه هنا هو تقدير زمني لكيفية بناء روسيا لقدراتها العسكرية، ومدى السرعة التي يمكن أن تتحرك بها بمجرد انتهاء حرب أوكرانيا."