أفاد المركز الوطني لتقييم التهديدات الإرهابية (NCT) في تقرير جديد بأن عدد التهديدات الموجهة ضد السويد قد انخفض، ولم تعد البلاد تُعتبر هدفًا ذا أولوية للهجمات الإرهابية، مقارنة بالسنوات السابقة. وأوضحت آن-زا هاغستروم، رئيسة المركز، أن هذا التغيير بدأ يظهر منذ خريف عام 2023، حيث أصبح اسم السويد أقل تداولًا بين الجماعات المتطرفة. وقالت هاغستروم: "ما نلاحظه هو أن السويد، منذ خريف 2023، لم تعد تُذكر بالوتيرة نفسها كما كان الحال سابقًا." تحوّل الاهتمام بعد هجوم حماس على إسرائيل أشار التقرير إلى أن تحول السويد من هدف إرهابي ذا أولوية إلى مجرد هدف "شرعي" مرتبط بالهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي، مما دفع الجماعات الإرهابية إلى تغيير تركيزها نحو مناطق الصراع في الشرق الأوسط. لكن NCT حذرت من أن هذا الوضع قد لا يكون دائمًا، حيث لا تزال هناك عوامل غير مستقرة قد تؤدي إلى عودة التهديدات الإرهابية ضد السويد. وقالت هاغستروم: "نأمل أن يستمر هذا الوضع، لكن لا يمكننا استبعاد احتمال أن يكون الأمر مجرد تحوّل مؤقت في التركيز." التهديد الإرهابي في 2025: منفذون منفردون والتطرف اليميني وفقًا لتقديرات المركز الوطني لتقييم التهديدات الإرهابية، فإن أكبر تهديد أمني على السويد خلال عام 2025 سيظل مرتبطًا بأفراد منفردين من المتطرفين الإسلاميين العنيفين أو الجماعات اليمينية المتطرفة، الذين قد ينفذون هجمات باستخدام وسائل بسيطة مثل المركبات أو الأسلحة البيضاء أو النارية. ذكرت التقارير أن حسابًا سلفيًا كان نشطًا في حملة LVU المثيرة للجدل، قد سلط الضوء على تحليل صوتي أجرته قناة TV4، يُزعم فيه أن منفذ هجوم أوربرو كان يردد عبارة "عليكم مغادرة أوروبا" أثناء إطلاق النار. وعلّقت هاغستروم على هذه التقارير بقولها: "هذا أمر تتابعه شرطة الأمن السويدية (Säpo) لمعرفة ما إذا كان بإمكانه التأثير على نوايا جهات متطرفة." وفي الوقت نفسه، كشفت التقارير أن الجاني في هجوم أوربرو قد تم الإشادة به في مقاطع فيديو يمينية متطرفة على تيك توك، لكن دوافعه الحقيقية لا تزال غير واضحة حتى الآن. تعريف الهجمات الإرهابية ومعايير التصنيف أوضحت NCT أن تصنيف أي هجوم على أنه إرهابي يتطلب عدة معايير، منها أن يكون دافع الجاني هو زرع الخوف بين السكان أو استهداف الدولة السويدية بشكل مباشر. وقالت هاغستروم: "تحديد الدافع وراء الهجوم ليس بالأمر السهل، وغالبًا لا تتضح الصورة بشكل كامل عند وقوع الحادث أو بعده مباشرة." وأضافت أن القرار النهائي بشأن تصنيف الجرائم كأعمال إرهابية هو من اختصاص النيابة العامة، لكنها أشارت إلى أن التحقيقات السابقة أظهرت أن منفذي الهجمات عادةً ما يكون لديهم ارتباطات افتراضية أو حقيقية بجماعات معينة تروج للأيديولوجيات المتطرفة. تهديدات من قوى أجنبية رغم تراجع التهديدات الإرهابية التقليدية، لا تزال الاستخبارات السويدية تعتبر أن مستوى التهديد العام مرتفع، حيث بقي عند الدرجة الرابعة على مقياس من خمس درجات، وهو مستوى مرتفع جدًا بحسب تقييم جهاز الأمن السويدي (Säpo). ويعود ذلك جزئيًا إلى تورط دول أجنبية مثل روسيا وإيران في أنشطة يمكن تصنيفها كأعمال إرهابية، وفقًا للتقرير، بما في ذلك أعمال تخريب أو هجمات ضد مصالح إسرائيلية ويهودية داخل السويد. وحول هذا الأمر، قالت هاغستروم: "من الصعب مقارنة الوضع الحالي بالماضي، لكن يمكننا العودة إلى السبعينيات عندما كانت السويد ساحة لعمليات إرهابية مدفوعة من دول أخرى. ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة عوامل دفعتنا إلى تسليط الضوء على هذا التهديد من جديد." مؤشرات مستقبلية للتهديدات الإرهابية ? مستوى التهديد في السويد لا يزال عند الدرجة الرابعة (مرتفع جدًا)، وفقًا لجهاز الأمن السويدي (Säpo).? السويد لم تعد هدفًا ذا أولوية للجماعات الإرهابية، لكنها لا تزال تُعتبر هدفًا "شرعيًا".? أكبر تهديد أمني في 2025 يأتي من منفذين منفردين، سواء من الإسلاميين المتطرفين أو اليمين المتطرف.? لا تزال بعض القوى الأجنبية تستخدم جماعات بالوكالة لتنفيذ عمليات داخل السويد.? تزايد انخراط القاصرين في أعمال التطرف العنيف. يُذكر أن المركز الوطني لتقييم التهديدات الإرهابية (NCT) هو هيئة استخباراتية دائمة تضم أفرادًا من وكالة الاستخبارات الدفاعية السويدية (MUST)، وجهاز الأمن السويدي (Säpo)، وهيئة الاتصالات العسكرية السويدية (FRA).