ستوكهولم – كشف تقرير جديد بعنوان "باروميتر المباني الصحية 2024"، أعدته مجموعة VELUX، أن أكثر من ربع سكان السويد (27%) يعيشون في منازل تعاني من مشاكل في المناخ الداخلي، مثل ضعف الإضاءة الطبيعية، والرطوبة والعفن، وسوء التهوية. وتعتبر هذه العوامل من أبرز التحديات التي تؤثر سلبًا على صحة السكان.التقرير يبرز أن 26% من الأطفال في السويد يعيشون في منازل ذات بيئة داخلية غير صحية، ما يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مثل الربو والأكزيما وأمراض الجهاز التنفسي، وهي مشكلات قد تلازمهم حتى سن البلوغ.نقص الإضاءة الطبيعية يزيد مخاطر الاكتئابوفقًا للتقرير، فإن 7% فقط من المباني في السويد تفي بالمعايير الحالية للإضاءة الطبيعية. هذا النقص في الإضاءة يعزز مخاطر الاكتئاب وتدهور جودة الحياة. وفي تعليق له، قال لارس بيترسون، المدير التنفيذي لمجموعة VELUX: "هذه الأرقام صادمة وتسلط الضوء على مشكلة حقيقية لا يتم مناقشتها بشكل كافٍ. في بلد متقدم مثل السويد، من غير المقبول وجود مثل هذه العيوب الجسيمة في البيئات التي يقضي فيها الأطفال معظم أوقاتهم."تحسين المناخ الداخلي يوفر تكاليف الرعاية الصحيةوأشار التقرير إلى أن تحسين المناخ الداخلي في المنازل السويدية قد يوفر ما يصل إلى 8 مليارات كرون في تكاليف الرعاية الصحية بحلول عام 2050. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن الاستثمار في تحسين المساكن يمكن أن يقلل من الفوارق الصحية بشكل كبير خلال فترة تتراوح بين عامين وأربعة أعوام، متفوقًا حتى على الاستثمار المباشر في الرعاية الصحية.وأوضح بيترسون: "من خلال تحسين البيئات السكنية، يمكننا الوقاية من العديد من المشكلات الصحية وتقليل حالات المرض، مما يخفف الضغط على النظام الصحي ويعزز جودة حياة الأفراد."Foto veluxالحاجة إلى تجديد المباني القديمةالتقرير أكد أن معظم المباني في السويد يزيد عمرها عن 40 عامًا وتفتقر إلى الكفاءة في استخدام الطاقة. فقط 15% من المنازل الفردية و5% من الشقق تتوافق مع تصنيف الطاقة A–C، مما يعني فقدان الكثير من الطاقة وتكاليف مرتفعة.وأشار التقرير إلى أن عمليات التجديد ليست فقط وسيلة لتقليل استهلاك الطاقة، ولكنها أيضًا تساهم في تحسين المناخ الداخلي، مما يؤدي إلى تقليل أيام الغياب عن العمل وزيادة الإنتاجية.وختم بيترسون: "لا يمكننا التركيز فقط على كفاءة الطاقة، بل يجب أن نضع صحة الناس ورفاهيتهم في صلب عملية تصميم المباني وتجديدها. من خلال تعاون بين المشرعين، وملاك المباني، والباحثين، يمكننا إنشاء بيئات سكنية صحية ومستدامة تعزز جودة الحياة وتخفف العبء عن النظام الصحي والمجتمع بأسره."