أظهرت أحدث تقارير هيئة الصحة العامة السويدية أن الصحة العامة في البلاد تُعد جيدة بشكل عام، حيث يُقيّم نحو 70% من السكان صحتهم بأنها جيدة، ومتوسط العمر المتوقع ارتفع إلى أكثر من 83 عاماً. إلا أن التقرير يشير في الوقت ذاته إلى وجود فجوات صحية مقلقة مرتبطة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية. التقرير الذي حمل عنوان "الصحة العامة في السويد " يستند إلى بيانات من سجلات الهيئة واستطلاعات رأي، منها "الصحة على قدم المساواة" و"عادات الصحة المدرسية"، ويهدف إلى تقديم صورة شاملة حول تطور الصحة العامة ومدى تساوي توزيعها بين فئات المجتمع. تحسن في بعض المؤشرات من بين الجوانب الإيجابية التي أبرزها التقرير، انخفاض معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، وهي من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في السويد. رغم هذه التطورات الإيجابية، أعربت المديرة العامة لهيئة الصحة العامة، أوليفيا فيغزيل، عن قلقها إزاء بعض المؤشرات الواردة في التقرير. وقالت في بيان صحفي: «في الوقت نفسه، هناك نتائج مقلقة. نلاحظ زيادة في مؤشرات الاضطرابات النفسية، وارتفاع عدد حالات السمنة، إلى جانب استمرار الفجوات الكبيرة بين الفئات المختلفة في المجتمع». تفاوت في الصحة والفرص وبحسب التقرير، توجد فروقات ممنهجة بين الأشخاص ذوي الحالة الاجتماعية والاقتصادية المرتفعة مقارنة بأولئك من ذوي الدخل المحدود أو التعليم المنخفض. حيث تُقدّر الفئة الأخيرة وضعها الصحي بشكل أدنى، وتواجه معدلات وفاة أعلى قبل سن 65، إضافة إلى انخفاض في متوسط العمر المتوقع. كما يُظهر التقرير أن الأفراد من الفئات ذات الوضع الاجتماعي الاقتصادي المتدنّي يُعانون من مستويات أقل من الثقة بالمؤسسات العامة، ويتعرضون للعنف بمعدلات أعلى. فقر مدقع بين بعض الأسر وفيما يخص الظروف المعيشية، تشير البيانات إلى أن ما يقرب من 100 ألف بالغ و70 ألف طفل وشاب في السويد يعيشون في أسر لم تكفِ دخولها، لسنوات عدة، لتغطية الاحتياجات الأساسية. وتخلص هيئة الصحة العامة إلى أن هناك حاجة إلى تنفيذ سياسات واسعة النطاق، بالإضافة إلى تدخلات موجهة، من أجل تحقيق قدر أكبر من المساواة في الصحة بين جميع أفراد المجتمع.