أفاد تقرير صادر عن مجلة Vi Lärare نقلاً عن تحقيق أجرته مجلة Ämnesläraren، بأن عدداً من المدرّسين في السويد يشعرون بالقلق من تنامي نفوذ الطلاب داخل الفصول الدراسية، إلى حد يؤثر على محتوى التعليم وأساليب التدريس وحتى على تقييمات الأداء المدرسي للمعلمين أنفسهم. ووفقاً للتقرير، فإن 2,718 مدرّساً شاركوا في استطلاع رأي أظهر أن 63 بالمئة منهم يرون أن تأثير الطلاب على القرارات التعليمية قد ازداد، فيما اعتبر 37 بالمئة أن هذا التأثير أصبح مفرطاً. كما دعا 70 بالمئة من المشاركين إلى توضيح أكبر في الوثائق التنظيمية للتأكيد على أن المعلم هو صاحب السلطة في الفصل الدراسي. تدخلات في المحتوى والتقييم التقرير يشير إلى أن تأثير الطلاب شمل محتوى المناهج، وتحديد مواعيد الاستراحات، والمطالبة بفرص متكررة لإعادة الامتحانات أو اختيار وسيلة التقييم، سواء كانت شفهية أو تحريرية. بعض المعلمين أعربوا عن قلقهم من تحول توقعات الطلاب إلى مطالب مبالغ فيها، مثل الرد الفوري على الرسائل الإلكترونية، أو تغيير مواعيد الامتحانات لتناسب ظروفهم الشخصية، دون التزام منهم بالحضور. وقالت المعلمة لينا نورِه، التي تعمل في التعليم الثانوي منذ عام 1991، إن الطلاب باتوا يفتقرون إلى الاحترام والثقة بالمدرسين، مضيفة: «يطالبوننا بإعادة الاختبارات فوراً إذا لم تعجبهم درجاتهم، ولكن حتى عندما نوافق على ذلك، لا يحضرون في كثير من الأحيان». وجهة نظر مختلفة من جانبها، ترى ماريا ويمان، معلمة في المرحلة الأساسية، أن النقاش المثار حول هذه القضية يأخذ طابعاً حاداً وغير متوازن. وعلقت بالقول: «الطلاب يجب أن يكون لهم رأي، لكن هناك حدود. الاستماع للطلاب مهم، ويمكن أن تكون لديهم آراء حول الأنشطة أو حتى الوجبات المدرسية، لكن لا ينبغي أن تتحول المدرسة إلى ما يشبه رواية "سيد الذباب" حيث يفقد المعلم السيطرة». وتابعت ويمان: «المعلم هو صاحب الاختصاص، وهو من يجب أن يقود العملية التعليمية بناءً على الوثائق التربوية». أشارت ويمان إلى حالات مقلقة مثل استخدام استبيانات رأي الطلاب في تحديد رواتب المعلمين، ووصفت ذلك بأنه «أمر عبثي ولا يجوز لأي صاحب عمل أن يتعامل بهذه الطريقة». انتقادات للتشريعات والمفتشية المدرسية في السياق ذاته، وجهت الخبيرة التربوية لينيا ليندكفيست، وهي إحدى أعضاء لجنة مراجعة المناهج، انتقادات لاذعة للتشريعات التعليمية وهيئة التفتيش المدرسية. وقالت في تصريح لـVi Lärare: «من غير المنطقي أن يشارك الطلاب في تخطيط محتوى الدروس وطريقة التدريس. هذه القوانين تقوّض سلطة المعلمين». وأضافت: «نحتاج إلى تعديل تشريعي يضع حدوداً واضحة لما يمكن للطلاب التأثير فيه داخل البيئة التعليمية».