أظهر تقرير جديد صادر عن منظمة «المواصلات العامة السويدية» (Svensk Kollektivtrafik) أن الرجال، وذوي الدخل المرتفع، وسكان المدن الكبرى هم المستفيدون الرئيسيون من نظام الضرائب الحالي على مزايا التنقل، في حين تتحمل النساء، وسكان المناطق الريفية، وذوو الدخل المنخفض والمتوسط العبء الأكبر. تسلط الدراسة الضوء على الفجوة بين من يحصلون على سيارات كهربائية كميزة وظيفية ومن يحصلون على بطاقات اشتراك في المواصلات العامة، مشيرة إلى أن الفرق في النظام الضريبي يؤثر بشكل مباشر على العدالة بين الجنسين، والتوازن بين المدينة والريف، والطبقات الاجتماعية، فضلاً عن تأثيره على الانبعاثات المناخية. حزمة كاملة لمستفيدي السيارات الكهربائية يوضح التقرير أن الموظف الذي يحصل على سيارة كهربائية كميزة من شركته يحصل على دعم حكومي يفوق 114 ألف كرونة سويدية، وقد يزيد، بينما يدفع الموظف الذي يحصل على بطاقة مواصلات عامة سنوية ضرائب قد تصل إلى 10 آلاف كرونة، مع خصومات محدودة للغاية.ولا تقتصر الامتيازات الممنوحة لمستفيدي السيارات الكهربائية على المركبة وحدها، بل تشمل أيضاً موقف السيارة في مكان العمل، وكهرباء الشحن في موقع العمل، وتركيب أجهزة الشحن في المنزل، وحتى خصومات على المسافة المقطوعة بين العمل والمنزل. وقال يوهان وادمان، المدير التنفيذي للمنظمة: «من المهم توفير الحوافز لتسريع كهربة النقل البري، لكن من غير العادل إطلاقاً ـ ومن غير المنطقي من منظور المناخ ـ تقديم دعم بمئات آلاف الكرونات للرجال ذوي الدخل المرتفع في المدن الكبرى، بينما تُفرض ضرائب إضافية على النساء ذوات الدخل المنخفض مقابل الميزة نفسها أساساً». الدعم يكبر مع الدخل بحسب البيانات، فإن 8 من أصل 10 مستفيدين من ميزة السيارة الكهربائية هم رجال، ومتوسط دخلهم يزيد بنسبة تتراوح بين 60 و120% عن المتوسط العام. كما أن أكثر من 80% منهم يقطنون في المناطق الحضرية الكبرى. تزيد معظم أنواع الدعم مع ارتفاع الدخل، باستثناء الخصومات المخصصة لتركيب أجهزة الشحن، ما يؤدي إلى تعزيز الفجوة بين الجنسين، إذ إن الرجال يكسبون أكثر في المتوسط، وبين المدن الكبرى والمناطق الريفية بسبب فروقات الأجور. بالمقابل، فإن مستخدم المواصلات العامة النموذجي هو امرأة ذات دخل منخفض تعيش في مدينة كبرى أو بالقرب منها. وقال لارس ساندبرغ، خبير سياسات النقل في المنظمة: «بدلاً من الأنظمة الضريبية التي تعمّق الانقسامات في المجتمع، نحن بحاجة إلى إجراءات تعزز العدالة المناخية وتخفض الانبعاثات بسرعة. أكثر من 95% من وسائل النقل العام تعمل اليوم على الكهرباء أو الوقود المتجدد، وكل شخص ينتقل من السيارة إلى القطار أو الحافلة يقلل من انبعاثاته الخاصة ومن انبعاثات المجتمع ككل».