كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن مخطط استخباراتي روسي يستهدف السيطرة على تدفقات الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا، وذلك باستخدام جيوش خاصة في إطار استراتيجية تهدف إلى زعزعة استقرار القارة والتأثير على سياساتها الداخلية. 15 ألف مقاتل للسيطرة على معابر الهجرة وبحسب الصحيفة، فإن المخطط يقوده يان مارساليك، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "وايركارد" الألمانية، والذي كان يعمل على إنشاء ميليشيا قوامها 15 ألف مقاتل بهدف فرض السيطرة على المعابر الحدودية الرئيسية في ليبيا، إحدى أبرز نقاط العبور الرئيسية للمهاجرين نحو أوروبا. ووفقًا لـ "التلغراف"، فإن مارساليك لم يكتفِ بوضع الخطط، بل نجح بالفعل في إرسال أولى القوات الروسية إلى الأراضي الليبية في خطوة لتنفيذ هذا المخطط. تواطؤ استخباراتي وشبكات تجسس وأوضحت الصحيفة أن تحقيقاتها تستند إلى وثائق مسربة تكشف دور مارساليك في تنسيق عمليات تجسس داخل المملكة المتحدة، حيث أدينت مجموعة من الجواسيس المرتبطين به في محكمة "أولد بيلي" بلندن. وأشارت الصحيفة إلى أن أورلين روسيف، أحد قادة الشبكة الاستخباراتية الروسية، يواجه عقوبة السجن، إلى جانب عدد من العملاء البلغاريين، بعد إدانتهم في قضايا اختطاف ومراقبة، ضمن واحدة من أكبر قضايا التجسس التي كشفتها شرطة العاصمة البريطانية. مارساليك.. رجل أعمال مطلوب دوليًا وأضافت "التلغراف" أن مارساليك ظل هاربًا منذ انهيار شركة "وايركارد" عام 2020، حين تم الكشف عن ثغرة مالية بقيمة 1.9 مليار يورو في حسابات الشركة، ما دفعه للفرار من النمسا على متن طائرة خاصة، ليصبح منذ ذلك الحين مطلوبًا من قبل الإنتربول بتهم تتعلق بالاحتيال المالي. إلا أن الوثائق الجديدة تكشف أن مارساليك لم يكن مجرد رجل أعمال فاسد، بل كان على صلة مباشرة بالكرملين، حيث عمل لصالح المخابرات الروسية أثناء إدارته لشركته، وفي الوقت ذاته كان يخطط للسيطرة على تدفقات الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا، بمساعدة أحد حلفاء بريطانيا. تمويل مثير للجدل من الحكومة النمساوية ووفقًا لـ "التلغراف"، فإن الحكومة النمساوية وعدت في عام 2017 بتقديم تمويل بقيمة 120 ألف يورو لدعم خطة مارساليك، والتي ادعى أمام الاتحاد الأوروبي أنها تهدف إلى "حل أزمة الهجرة". لكن الوثائق المسربة تكشف أن الخطة كانت تحت إشراف عقيد في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، ما يثير شبهات قوية حول الأهداف الحقيقية وراء المشروع، ويدعم المخاوف بشأن استخدام قضية الهجرة كورقة ضغط جيوسياسية ضد أوروبا.