تزدحم رفوف البرلمان الأوروبي بهدايا متنوعة ومفاجآت غير متوقعة، بدءًا من التماثيل العارية إلى أجهزة الراديو المحمولة، مرورًا بالأعلام وقمصان كرة القدم، ما يعكس جانبًا مثيرًا من كواليس الحياة البرلمانية في بروكسل وستراسبورغ. بعد قرار البرلمان الأوروبي حظر دخول ممثلي شركة "هواوي" الصينية إلى مقره بسبب مزاعم فساد تتعلق بأنشطة ضغط داخل المؤسسة، عاد ملف الهدايا والتبرعات التي يتلقاها النواب إلى دائرة الضوء، مثيرًا تساؤلات حول الشفافية وتضارب المصالح. ورغم أن تقديم الهدايا يُعد تقليدًا شائعًا كنوع من التقدير، إلا أن قواعد السلوك تلزم النواب بعدم قبول هدايا تتجاوز قيمتها 150 يورو. وفي حال تخطي هذا السقف، تُحال القضية إلى رئيسة البرلمان، روبرتا ميتسولا، التي تتخذ القرار المناسب. تُحفظ الهدايا، سواء كانت ثمينة أو غريبة، داخل خزنة مؤمنة في بروكسل، ولا تُفتح إلا بطلب من النواب أنفسهم. من الخناجر إلى أعلام الفضاء من أبرز المقتنيات التي وصلت إلى البرلمان، خنجر إندونيسي تقليدي يُدعى "كيريس لوك 7 بانداوا"، والذي لا يمت بصلة لخطة الاتحاد الأوروبي الدفاعية. أما وكالة الفضاء الأوروبية، فقد أهدت علم الاتحاد الأوروبي الذي كان قد رُفع على متن محطة الفضاء الدولية، في هدية غير تقليدية تعكس اهتمامًا بالفضاء. هدية من يوروفيجن... و"تعاون" مع البابا ومن الهدايا اللافتة، أرسل المغني الإيطالي ستيفانو بيتشي ألبومًا يحتوي على 11 أغنية لرئيسة البرلمان، تضمّن تحية موسيقية للرئيس الراحل ديفيد ساسولي، وأغنية قال إنه "ألّفها" مع البابا فرنسيس بالاعتماد على اقتباسات من خطابات البابا. الفن العاري في البرلمان رئيسة البرلمان الأوروبي تلقت أيضًا نسخة لتمثال نسائي عارٍ كهدية رسمية من رئيسة البرلمان القبرصي، أنيتا ديميتريو، مستوحاة من تمثال أثري يحمل طابعًا ثقافيًا، ما أضفى لمسة مثيرة للجدل على قائمة الهدايا. راديو الطوارئ يعود للواجهة هيلينا دالي، المفوضة الأوروبية لملف المساواة، أهدت حقيبة طوارئ مزودة بجهاز راديو محمول ضمن حملة توعية بالاستعدادات الفردية، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا. ومع انقطاع التيار الكهربائي عن شبه الجزيرة الإيبيرية مؤخرًا، أعادت هذه الهدية التأكيد على أهمية وسائل الاتصال التقليدية. تذكارات رياضية وأخرى ثقافية تلقت ميتسولا قميصًا موقّعًا من المنتخب الإسباني لكرة القدم للسيدات قبل فوزه بكأس العالم، وقميصًا آخر من نادي "دينامو كييف"، إضافةً إلى مقتنيات تذكارية من فريق الرجبي التابع للبرلمان. ولا تخلو الخزنة من الهدايا الكلاسيكية، مثل زجاجات النبيذ والويسكي والشمبانيا، إلى جانب آلات موسيقية تقليدية من البرتغال ومولدوفا والمغرب، ما يعكس التنوع الثقافي في الاتحاد الأوروبي. خزنة الغرائب... سوق مغلق من التماثيل إلى الألبومات الموسيقية والخناجر التقليدية، تكشف "خزنة الغرائب" داخل البرلمان الأوروبي عن عالم آخر خلف الكواليس، يضج بالمفاجآت والهدايا غير المتوقعة، أشبه بسوق شعبي مغلق... لكنه داخل أروقة السياسة الأوروبية.