قررت السلطات السويدية ترحيل الشيخ محسن حكيم اللهي، إمام أكبر تجمع شيعي في الشمال الأوروبي، بعد سنوات من نشاطه في البلاد. ووفقًا لما نقلته صحيفة Expressen، فقد تم اقتياده في عملية أمنية خلال الليل قبل نحو أسبوعين، وهو الآن محتجز في انتظار تنفيذ قرار الترحيل. تفاصيل الاحتجاز والترحيل بحسب مصادر الصحيفة، فإن أفرادًا بملابس مدنية توجهوا إلى منزله في وقت متأخر من الليل وقاموا بمرافقته خارج المنزل دون مقاومة. وبعد مرور أكثر من عشرة أيام، علمت مصادر مقربة منه أنه محتجز لدى مصلحة الهجرة السويدية بانتظار تنفيذ قرار ترحيله. وفي وثائق رسمية صادرة عن مصلحة الهجرة، تبين أن القرار قد صدر في 30 يناير الجاري، دون الإفصاح عن تفاصيل واضحة حول التهم الموجهة إليه. من طهران إلى ستوكهولم الشيخ محسن حكيم اللهي، البالغ من العمر 63 عامًا، كان قد أُرسل من طهران إلى السويد لتولي منصب الإمام في مركز الإمام علي الإسلامي في يارفالا، إحدى ضواحي ستوكهولم. حصل على أول تصريح إقامة مؤقت في 2011، وتم تجديده ثلاث مرات قبل أن يحصل على إقامة دائمة في 2017، إلا أن السلطات السويدية قررت الآن سحب هذا التصريح وإلغاء إقامته. تقول مصادر مقربة منه إنه بنى على مدى السنوات الماضية سمعة جيدة، وكان يسعى لبناء جسور مع الطوائف الدينية الأخرى والجهات الحكومية. كما عقد جهاز الأمن السويدي (Säpo) عدة اجتماعات معه خلال فترة إقامته في السويد. عدم تعليق من إدارة المركز ورغم الجدل حول قضيته، رفض مركز الإمام علي الإسلامي التعليق رسميًا على ترحيله. وقال المتحدث باسم المركز، عقيل زاهري، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ Expressen: "نحن ندرك الاهتمام الكبير بهذه القضية، لكن لا توجد لدينا معلومات مؤكدة حول ما تم تداوله." أكد جهاز الأمن السويدي (Säpo) أنه لا يجري تحقيقًا جنائيًا مع الشيخ حكيم اللهي، لكن المتحدث باسمه، غابرييل ويرنستيد، أشار إلى أن هناك إجراءات قانونية متاحة لمنع أي تهديد أمني محتمل. "لا يمكننا التعليق على حالات فردية، ولكن لدينا السلطة القانونية لاتخاذ إجراءات ضد أي شخص يُعتقد أنه يشكل تهديدًا لأمن السويد، حتى وإن لم يكن هناك دليل على ارتكاب جريمة تقليدية." مخاوف وصدمة بين أتباعه تشير مصادر قريبة من الإمام إلى أن العديد من أتباعه في السويد مصدومون من القرار، إذ يصفونه بأنه شخص معتدل لا يحمل أفكارًا متطرفة. كما أعرب بعضهم عن قلقهم من أن يكون القرار سياسيًا، مشيرين إلى أنه كان يعارض التيارات المحافظة في إيران. في الوقت الحالي، لا يزال هاتف الشيخ محسن حكيم اللهي مغلقًا، ورفضت عائلته التعليق على القضية.