أخبار السويد
تنوع الطيور في مواجهة الاحتباس الحراري: ارتفاع أعداد بعض الأنواع وتراجع البعض الآخر في السويد
Aa
Andreas Hillergren/TT
تشهد طيور السويد تغيرات جذرية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ تشير العديد من الدلائل إلى أن العصفور الشجري، الطائر الأكثر انتشاراً في البلاد، سيعاني من تأثيرات الاحتباس الحراري. ونتيجة لذلك، سيصبح غناءه الحزين أقل سماعاً في بعض المناطق. وهذا مجرد مثال واحد من بين العديد من الأمثلة التي تشير إلى أن تكوين طيور السويد سيتأثر بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة.
هذا وستتأثر العديد من أنواع الطيور الأخرى أيضاً بالتغيرات المناخية. وفي هذا الصدد، يشير خبير الطيور والمسؤول عن توثيق أنواعها في السويد في جامعة لوند، وجمعية الطيور السويدية، أندرس فيردهايم، إلى أن التحديات الرئيسية تأتي من تغيرات الأراضي الزراعية ونشاط الحراجة. ومع ذلك، يُشير إلى أن آثار الاحتباس الحراري ستصبح أكثر وضوحاً في العقود القادمة.
من ناحية أخرى، ستعود التغيرات المناخية على بعض أنواع الطيور الأخرى، مثل الحسون، والقراص الذهبي، والعقاب، بالفائدة، حيث ستنعم جميعها بشتاء دافئ ومناخ أكثر دفئاً وجفافاً. وبالفعل، يُعتبر الحسون نوعاً شائعاً في الدول الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
تجدر الإشارة إلى أن معظم طيور النورس تشهد تراجعاً ملحوظاً، ولكن ليس من الواضح أن تكون الانخفاضات مرتبطة بالاحتباس الحراري. ومع ذلك، هناك توقعات بأن انخفاض أعداد البجع الأبيض قد يكون مرتبطاً بالتغيرات المناخية، حيث تشير الدراسات الدنماركية إلى أن تحسن مستوى الدهون في الكائنات البحرية التي يتغذى عليها البجع يتأثر بارتفاع درجات الحرارة.
وأظهرت الإحصائيات ازدياداً غامضاً في أعداد طيور الكويرة والحجلة الجبلية والغرقد الأبيض في المروج الجبلية بشكل ملحوظ منذ بداية الألفية الجديدة. هذا ومن المؤكد أن قائمة الطيور العشارية في السويد ستصبح أطول مع مرور الوقت، إذ لم يختفِ منها سوى سلالة واحدة منذ عام 2000، بينما ازداد عدد السلالات الجديدة بستة، مثل الغراب الأسود، والغواص الأسود الرأس، والنورس الأسود الرأس، والدخيل الأسود الحنجرة، والنقار الأخضر. ومن المتوقع أن تنضم إلى السلالة ثلاثة سلالات جديدة قريباً، مثل اللقلق الكبير والغرقد الحريري والفلامنكو الوردي، التي تأتي من المناطق الأكثر دفئاً.
هذا وتبقى قضية ما إذا كانت هذه التغييرات إيجابية أم سلبية مثار تساؤل. فمن جهته، يشعر أندرس فيردهايم ببعض السعادة بقدوم طيور مثل الفلامنكو، بسبب جمالها، إلا أنه في الوقت نفسه يشعر بالحزن تجاه هذه التغييرات. ويعتقد أن "السويد ستتأثر بشكل طفيف عندما يتغير المناخ. ولكن في مناطق أخرى، مثل غابات المطر الاستوائية في المناطق الاستوائية، ستفقد العديد من الأنواع".