منوعات

تيدو الحكومي... الانتقام من المهاجرين دون نفع السويديين!

تيدو الحكومي... الانتقام من المهاجرين دون نفع السويديين!
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

تيدو الحكومي... الانتقام من المهاجرين دون نفع السويديين!

بعد أن تقرأ اتفاق تيدو Tidöavtal بين الأحزاب الموجودة في الحكومة السويدية، يمكنك أن تخرج بنتيجة شديدة الأهمية: هذا الاتفاق بمثابة انتقام من المهاجرين في السويد، ولكنّه لا يفيد لا السويديين الأصليين ولا المهاجرين الذين يعتبرون مندمجين.

قد يكون مقبولاً التشدد في عقوبات المجرمين الخطيرين، أو حتّى مناقشة أسباب وضوابط منح الشرطة سلطات أكبر. لكنّ السمة الأبرز لسياسة الحكومة كما يظهر اتفاق تيدو: نقص الإصلاحات الكفيلة بالتطوير الاجتماعي، الأمر الذي يؤثر على السويديين والمهاجرين على السواء.

إنّهم لم يتكلفوا حتّى عناء شرح كيف سيكون لتخفيض الضرائب عن الشركات والأثرياء، وإزالة التشريعات التي تضبط أصحاب العمل، أثر إيجابي على النمو الاقتصادي وتحسين الرفاه.

أطلقوا النار على المهاجرين!

ربّما الشيء الوحيد الذي ينقص اتفاق تيدو هو إصدار قانون يسمح بإطلاق النار على المهاجرين (كما سمعنا عن قوانين تسمح بإطلاق النار على القوارب في المتوسط). إذا ما أردتُ اختصار السياسات الحكومية القادمة الجوهرية:

  • تصعيب وتعقيد حياة المهاجرين الذين ليس لديهم إقامة أو يملكون إقامة دائمة،
  • عدم تأمين مترجم لمساعدة غير المتحدثين بالسويدية بغض النظر عن حاجتهم،
  • لا رحمة لضحايا التهريب الذي يمكن أن يجدوا نفسهم خارج السويد رغم هربهم من شيء يخافونه،
  • العمل على تقليص فرص طالبي اللجوء بالحصول على حق اللجوء بقدر الإمكان.

السياسة الهزيلة

حتّى يشعر الناس بالانتماء يجب أن يكون لديهم وسيلة لتغيير واقعهم والتعبير عن أنفسهم، وهذا ما يفترض بأنّ تؤمنه الديمقراطية لهم. لكن يبدو أنّ السياسة السويدية فقدت القدرة على إقناع الجميع بأنّها قادرة على تأمين مصالحهم.

لكن هذا ليس أمراً مرتبطاً بالمهاجرين وكثرتهم أو نقصانهم. في التسعينيات تمّ إضعاف نظام الرفاه السويدي بذريعة أنّ ذلك ضروري لدعم أن تكون السويد جزء من العولمة. ثمّ بعد انتخابات 2014 تمّ الاقتطاع من الإنفاق على الرعاية الصحية والمساعدات بذريعة تخفيف النفقات لدعم النمو.

لكن في الحقيقة ساءت الأوضاع أكثر، وتثبت بأنّ السياسة في السويد هزيلة في تحقيق مصالح الناس.

قناع كاذب

الحكومة السويدية اليوم تقوم على أساس أنّ اللامساواة ليست موجودة في السويد، وأنّ ذلك لا عواقب له. يقومون بهذا الادعاء لأنّهم لا يريدون تغيير أسبابه، ويريدون بدلاً من ذلك أن يظهروا بأنّهم «حازمون» مع الجريمة ومع الذين لا يتشربون «ثقافة السويد».

يجب أن نخشى مثل هذه الحكومات، وأن نخشى تيّار السياسيين الذي يرسمل على الخوف والكراهية ويصعد على أساسهم. فبالنسبة لهؤلاء كلّما كان الانقسام أكبر في المجتمع السويدي – (مهاجرون ضدّ أصليين) (مهاجرون مندمجون ضدّ مهاجرين غير مندمجين) (مهاجرون أوروبيون ضدّ مهاجرين غير أوروبيين) (سويديون أصليون قوميون ضدّ سويديين أصليين غير قوميين) ... الخ – كلّما كان با الإمكان تطويعهم أسهل، وتمرير قوانين جوهرية لا تنفعهم يتمّ التسامح معها نتيجة تمرير قوانين تعبّر عن انقسامهم... لهذا برأيي فتيدو ليس أكثر من اتفاق انتقام .
 

تنويه: المواد المنشورة في هذا القسم تنشرها هيئة تحرير منصة أكتر الإخبارية كما وردت إليها، دون تدخل منها - سوى بعض التصليحات اللغوية الضرورية- وهي لا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة أو سياستها التحريرية، ومسؤولية ما ورد فيها تعود على كاتبها.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©