تواجه رعاية المسنين في السويد تحديات كبيرة مع تزايد أعداد كبار السن. تواصلتُ مع ماتياس تيكيسون Mattias Tykesson من حزب المحافظين في بلدية يوتوبوري حول هذه المسألة، وهو يرى بأنّ الجهات الخاصة وغير الربحية يمكن أن تلعب دوراً حاسماً من خلال تقديم رعاية ذات جودة أعلى وبأسعار معقولة. ويرى أن أحد أكبر العوائق هو الاختلافات الأيديولوجية، حيث تعارض الأحزاب اليسارية إتاحة خيارات أوسع للرعاية. اليوم، تمثل الجهات الخاصة وغير الربحية أقل من ربع أماكن رعاية المسنين.عقبات أيديولوجية وتحدياتوفقاً لتيكيسون، تركز الأحزاب اليسارية الحاكمة في المدينة على رفض إمكانية الاختيار بين رعاية المسنين العامة، والخاصة، وغير الربحية، على الرغم من أن هذه الخيارات، حسب رأيه، يمكن أن تقدم حلولاً أكثر كفاءة. ويشير إلى أن الخيارات الخاصة وغير الربحية تزيد من حرية الاختيار، وتقلل من أوقات الانتظار، وتساهم في تحسين رضا كبار السن من خلال توفير الرعاية والسكن بالقرب من الأقارب والأهل. ويستند في ذلك إلى دراسة من هيئة الشؤون الاجتماعية، تُظهر أن 81% من كبار السن في السويد راضون عن الرعاية، رغم الفروقات بين دور الرعاية العامة والخاصة وغير الربحية.نقد الخيارات الخاصة وغير الربحيةومع ذلك، هناك انتقادات لإدخال الخيارات الخاصة وغير الربحية في رعاية المسنين. إذ تخلت عدة بلديات عن نظام الاختيار الحر بعد اعتماده بسبب التكاليف الإدارية المرتفعة ومشاكل جودة الخدمات. ويُعزى ذلك إلى صعوبة البلديات الصغيرة في الحفاظ على بدائل خاصة للرعاية، نتيجة التكاليف الثابتة العالية، ما دفع بعض البلديات للعودة إلى الحلول العامة.زيادة رضا كبار السن مع الخيارات الخاصة وغير الربحيةيدعم تيكيسون الخيارات الخاصة وغير الربحية بناءً على زيادة الرضا بين كبار السن في يوتوبوري. ويرى أن حرية الاختيار المتزايدة تتيح لهم الانتقال إلى دور رعاية خاصة أو غير ربحية دون الانتظار طويلاً حتى تتوفر أماكن عامة. وقد خفف هذا الضغط عن دور الرعاية العامة وأوجد حلولاً أسرع لمن يحتاجون إلى الرعاية العاجلة.رعاية مخصصة ثقافياًجانب آخر يطرحه تيكيسون هو الحاجة إلى رعاية مخصصة ثقافياً للمسنين من المهاجرين، مشيراً إلى أهمية وجود دور رعاية تلبي احتياجات كبار السن من مختلف الثقافات والمجموعات اللغوية، خصوصاً في مدينة متعددة الثقافات مثل يوتوبوري.رؤية مستقبليةيرى تيكيسون أن الجهات الخاصة وغير الربحية ستكون أساسية لتلبية الاحتياجات المتزايدة لرعاية المسنين في المستقبل. ويقترح ضرورة زيادة القوى العاملة في قطاع الرعاية وتوسيع أنواع السكن، مثل مساكن الأمان لكبار السن بأشكال مختلفة من الرعاية، كخطوات ضرورية لتلبية متطلبات المستقبل.تحليل نقديرغم دعم تيكيسون للخيارات الخاصة وغير الربحية، تبرز انتقادات تفيد بأن هذه الخيارات لا تعمل بالفعالية نفسها في جميع البلديات. ففي بعض المناطق، أدى الاعتماد على هذه الخيارات إلى تكاليف أعلى دون تحسن واضح في جودة الرعاية، ما دفع بعض البلديات إلى إلغاء نظام الاختيار الحر والعودة إلى الرعاية العامة. علاوة على ذلك، وجدت البلديات الصغيرة أن التكاليف الإدارية لإدارة بدائل الرعاية الخاصة غالباً ما تفوق الفوائد، مما دفعها للعودة إلى التشغيل العام.في حين يجادل تيكيسون بأن الخيارات الخاصة وغير الربحية يمكن أن تحسن من جودة رعاية المسنين، تؤكد الانتقادات أهمية إيجاد توازن بين الحلول العامة والخاصة لضمان حصول كبار السن في يوتوبوري على الرعاية التي يحتاجونها، مع مراعاة التحديات الاقتصادية والإدارية التي تواجهها البلديات.