نشرت صحيفة SVD السويدية مقالاً لكاتبته هانا تورنكويست تتحدث فيه عن احتمالات الرد الروسي لانضمام السويد إلى حلف الناتو بالاستناد إلى رأي الخبراء الذين أفادوا بوجود ثلاثة سيناريوهات، وفيما يلي نصّ المقال.من المتوقع أن تعلن كل من السويد وفنلندا في نهاية هذا الأسبوع بيان نهائي حول مسألة الانضمام إلى الناتو، وتفيد معظم المؤشرات بأن كلا الدولتين ستقدمان طلبات إلى التحالف خلال وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ثم سيتبع ذلك فترة انتقالية، وبحال تم التصديق على الطلبات ضمن إطار زمني تم تقديره، فمن الممكن أن تصبح السويد عضواً في الناتو في هذا الخريف.خلال الفترة الانتقالية من الممكن توقع ردود فعل مختلفة من روسيا، وأشار الخبراء الذين تحدثت إليهم SvD إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة: تصعيد لغة الحربقالت الباحثة الأولى في معهد السياسة الخارجية UI جونيلا هيرولف أنه بحال قدمت السويد وفنلندا طلباً إلى الناتو فسوف نواجه بسرعة ردود فعل من روسيا.وتحدثت: "من الواضح تماماً أنهم سيقولون إننا زعزعنا استقرار الوضع ولم نعد دولة تسعى إلى السلام".وقد أصدرت روسيا بالفعل عدة بيانات تهديدية تستهدف فيها السويد وفنلندا "بالتدابير العسكرية والتقنية" وقالت إنه لا يمكن أن يكون هناك مسألة "وضع خال من الأسلحة النووية" في بحر البلطيق بحال انضمت هذه البلدان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).ووفقاً لتقييم المحاضرة الأولى في علوم الحرب بكلية الدفاع الوطني السويدية إيلماري كيكو فسيزداد هذا النوع من خطاب الحرب التصعيدي حينما يتم تقديم طلبات الناتو، وقالت "نتوقع منهم أن يبدؤوا بالتلويح بالورقة النووية مرة أخرى فهي أهم أدواتهم، ولكن ذلك سيعزز فقط من رغبتنا في الحماية من الأسلحة النووية وسنحصل على ذلك من الناتو". هجمات سيبرانية وحملات مناصرةبناء على رأي كيكو وهيرولف فإن الوقت الأكثر حساسيةً سيكون بين تقديم الطلب وحتى الموافقة عليه، فمن الممكن توقع حملات مناصرة ومعلومات مضللة وهجمات سيبرانية (الكترونية) على البنية التحتية الحيوية في البلاد خلال هذه الفترة.وقالت كيكو "سيؤثر هذا الأمر علينا لكنه لن يمنع المجتمع من العمل.. فقد يتعطل معرف البنك ليومين أو ثلاثة كمثال لكن معظمنا سيكون قادراً على تحمل الأمر"، وسمّت هيرولف هذا الأمر بـ "التخريب البسيط" وأن الأمر متروك للسويد بالمقام الأول لتعالج العواقب.وتحدثت هيرولف: "إذا أصبح الأمر واسع النطاق جداً مثل انقطاع الكهرباء أو الحرارة سنستطيع الحصول على المساعدة، فهناك أيضاً الاتحاد الأوروبي الذي سيساعدنا لأننا دولة عضو فيه، لكن في المقام الأول يجب أن نستعد نحن أنفسنا". أعمال عسكرية وانتهاكات للمجال الجويقالت كيكو: "القلق الأكبر يكمن في حدوث نوع من الرد العسكري ولكنني أعتقد أن هذا الأمر غير مرجح وأن الهجوم العسكري الكبير ليس ضمن الاحتمالات أبداً، إن الروس مشغولون تماماً في أوكرانيا".الخيار الآخر يتمثل بأن يحاول الروس تنفيذ هجمة محدودة كهجوم صاروخي لا يتطلب موارد عسكرية كبيرة وقالت كيكو "لكن بعد ذلك نتساءل ما الغرض من مثل هذا الهجوم؟ فلن يؤدي إلا إلى تعزيز التصور بأن الناتو هو البديل الصحيح لأمن السويد".وقد أصدرت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة تطمينات أمنية مختلفة إذا تقدمت السويد بطلب عضوية للناتو، وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن خلال الفترة الانتقالية هناك "التزام قوي للغاية من جانب الناتو ليكون قادراً على ضمان أمن السويد" رغم أنه لا يمكن وصف الأمر بالضمانات الأمنية.وقالت هيرولف: "سواء كان ذلك يعني وجود سفن في بحر البلطيق أو مناورة في غوتلاند فهذا الأمر يعتمد على مستوى التهديد، إن نوع الوعود التي تلقيناها جيد جداً لتأثيرها الرادع ضد روسيا".وما يحكم عليه كل من كيكو وهيرولف مستقبلاً هو مشاهدة المزيد من الانتهاكات للمجال الجوي السويدي، وقالت هيرولف "يمكنهم أيضاً انتهاك الحدود البحرية، لكن في فنلندا سيكون الأمر أكثر صعوبة مع حدودهم الوطنية لذلك من المحتمل أن نتوقع بعض التحركات الروسية إلا أني أجد صعوبة بتخيل هجوم عسكري وإن كان بسيطاً، إن ذلك يمثل مخاطرة كبيرة بالنسبة لروسيا".