في أحد الأمسيات، كان الجاسوس يقلب بملل صفحات الفيسبوك عندما استوقفه إعلان لمطعم دماسكس غريل. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يرى فيها دعاية المطعم لكن ما لفته كان الإعلان عن عروض مغرية خلال عطلة الأسبوع. وهكذا فكر الجاسوس بأنه أمام مهمة جديدة لاكتشاف الوجه الحقيقي لهذا المطعم الذي لم يزره قبل، فهو لم يثق بالإعلانات يوماً.وكعادته، يختار جاسوسنا فترة الغداء لإجراء اختباراته. ما لفته هذه المرة أن المطعم لم يكن في شارع رئيسي أو معروف في ستوكهولم، بل كان في قلب نفق محطة مترو. فكّر الجاسوس أن المطاعم التي تكون في الأنفاق عادة لا تهتم كثيراً ببناء جمهور من الزبائن الأوفياء أو الدائمين، لأن الناس من حولها دائمي الحركة وقد لا يعبرون من هنا مرة أخرى. وضع الجاسوس يده على قلبه ودخل إلى المطعم متشككاً مما سيراه. لكن نظافة المكان والرائحة الزكية لأسياخ الشاورما التي تنضج ببطء على النار أسكته. أشعر أنه أمام محل شاورما حقيقي وأخرج شوكته مستعداً لبدء التجربة. وكانت حصيلة الزيارة (8:57) نقطة استحقها المطعم بجدارة وفيما يلي التفاصيل:المذاق والجودة (8\10)كما قلنا، أول ما لفت الجاسوس كان الرائحة الزكية للشاورما، ولون اللحم الذي بدا طازجاً ومعلقاً حديثاً على ماكينة الشوي. وكعادته اختار الجاسوس وجبة شاورما لحمة ودجاج مع رز كي يجرب الصنفين، ووجد أن مذاقهما جيد جداً. كان حجم الوجبة مشبعاً جداً من حيث الكميات. كما أن الوجبة أرفقت بمشروبات مجانية، وصحناً من الشوربة، بحيث خرج الجاسوس من المطعم متخماً. ولتجريب المزيد من الأطباق طلب الجاسوس صحناً من الحمص مع بعض أقراص الفلافل، ودمعت عيناه من مذاق أقراص الفلافل الساخنة التي بدت طازجة ولا تشبه تلك الجافة المقدمة في مطاعم أخرى، بحيث تكون قاسية وباردة كعظمة. مع ذلك، الملاحظة الوحيدة للجاسوس كانت تتعلق بالرز الذي بدا كثير التوابل من وجهة نظره، بحيث يطغى قليلاً على طعم وجبة الشاورما، كما أنه حار قليلاً بحيث يصعب على الأطفال تناوله. الخدمة الجيدة (8\10)بمجرد دخوله المطعم، تلقى جاسوسنا ترحيباً حاراً من موظفي المطعم، كما لاحظ أن صاحب المكان يشرف بدقة على عمل موظفيه. ورغم أن جاسوسنا، يتقصد أحياناً أن يكون من نوع الزبائن المتطلبين الذين يطرحون الأسئلة ويطلبون طلبات إضافية، ليتأكد من دماثة وطول بال الموظفين. لكنه هذه المرة لم يلق سوى معاملة حسنة، حيث لبى موظفو المطعم طلباته، وطمروه بالخبز حينما طلب قطعة إضافية منه. النظافة (9\10)كما قد يبدو من الصور التي التقطها الجاسوس، المحل شديد النظافة، سواء في منطقة ماكينات الشاورما، أو الجزء المخصص بتحضير الساندويش وصولاً إلى الطاولات والأرضية. كل العاملين في المطعم يرتدون قفازات بلاستيكية وقبعات مخصصة للمطاعم. رائحة المكان ككل كانت مشجعة وفتحت نفس الجاسوس، وذكرته لماذا أحب مهنته. يبدو أن العاملين في المطعم يعتنون بنظافة ماكينات الشاورما التي ما زالت تلمع. السعر (10\10)على اعتبار أن الجاسوس زار المطعم خلال أيام الأسبوع، فهو لم يحصل على تخفيض ودفع 100 كرون لقاء وجبته المشبعة. وجد الجاسوس أن السعر أكثر من جيد، وتساءل في قرارة نفسه إن كان المطعم قادراً على الربح بأسعاره المنافسة.الجو العام (8\10)رغم المساحة الضيقة للمحل، وكونه يتوضع في نفق مترو، فالمكان كان مريحاً وملائماً لتناول وجبة طعام سريعة. الديكور اقتصر على كراسٍ ومقاعد جلدية باللون الأحمر وبعض الأضواء الهادئة. يخلو المطعم من حمامات بسبب ضيق مساحته، لكنه يحتوي على مغسلة. رأي الجاسوس (8\10)في الختام ورغم أن الجاسوس اجتهد في البحث عن زلة أو أمر يستحق الانتقاد لكنه فشل وخرج من المطعم راضياً. كل ما كان يفكر به، وهو يسير عائداً إلى منزله ويربت راضياً على بطنه، أنه يتمنى أن يحافظ هذا المطعم على مستواه ولا يخيب ظنه مستقبلاً.