أعلنت جامعة يوتيبوري في السويد رسمياً دعمها للطلاب الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال إتاحة أشكال مختلفة من التعليم عن بُعد، في خطوة تُعد استجابة لأحد المطالب التي رفعها الطلاب خلال الاحتجاجات العالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة وذلك بحسب ما أفادت صحيفة DN. وقالت رئيسة الجامعة، مالين بروبيري، في تصريح: «يشعرنا ذلك بالرضا». وأوضحت أن القرار اتُّخذ في 20 مارس، وكُلّف بموجبه ثلاثة موظفين بتنسيق جهود الجامعة لدعم الطلبة في منطقة الحرب. وأضافت: «نرغب في الاستفادة من الحماس الكبير الموجود بين طلابنا وموظفينا». ورداً على سؤال حول سبب اتخاذ القرار في هذا التوقيت رغم استمرار الاحتجاجات منذ فترة، قالت بروبيري: «في المراحل الأولى كان من الصعب فعل أي شيء، لكن مع بدء وقف إطلاق النار، بدا أن الوصول إلى المنطقة أصبح أسهل. أما الآن، ومع أن الوضع بات صعباً مجدداً، فإننا لا نزال نحاول استكشاف ما يمكننا فعله». وكانت إدارة الجامعة قد بدأت منذ الخريف الماضي بجمع معلومات حول المبادرات الدولية الداعمة للتعليم العالي في غزة، كما قامت باستطلاع مدى اهتمام الطاقم التدريسي بالمشاركة، حيث أبدى نحو 50 محاضراً من تخصصات مختلفة استعدادهم للمساهمة. ومن بين هؤلاء، تم تكليف ثلاثة بتنسيق المشروع. وقالت البروفيسورة هيلينا ليندهولم، أستاذة دراسات السلام والتنمية، وهي إحدى القائمات على المشروع: «العديد منّا يرغب في تقديم المساعدة، خاصة بعد مقتل عدد كبير من الأساتذة والطلبة وتدمير البنية التحتية الجامعية بالكامل». وأوضحت ليندهولم أن اهتماماً كبيراً يُسجَّل بين الأكاديميين في السويد لدعم التعليم في غزة، لكن جامعة يوتيبوري تُعد، على حد علمها، أول جامعة سويدية تُطلق مبادرة منسقة بهذا الخصوص. وأضافت: «لدينا حالياً علاقات مباشرة مع جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، التي تقوم بالفعل بتقديم تعليم عبر الإنترنت للطلبة في غزة». وبحسب جامعة بيرزيت، فإن أكبر الاحتياجات الحالية تتمثل في تدريب الكوادر الطبية والمهندسين المعماريين. وتُجرى حالياً مناقشات بشأن إمكانية دعم جامعة يوتيبوري لقطاع الصيدلة في غزة، على سبيل المثال من خلال محاضرات مسجّلة. وأشارت ليندهولم إلى أن هذا العمل يتم بشكل تطوعي وغير مدفوع الأجر، نظراً لأن الحكومة لم تُصدر تعليمات رسمية للجامعات بدعم الطلاب الفلسطينيين، خلافاً لما حدث في حالة أوكرانيا. لذلك، ترى إدارة الجامعة أنه لا يمكن تخصيص موارد حكومية لهذه المبادرات. وقالت: «يعتمد الأمر على الجهود الطوعية، لكننا نحظى بدعم كبير من الزملاء والكليات. هناك رغبة حقيقية في الإسهام وبناء الأمل في المستقبل». ورداً على سؤال حول إمكانية الدراسة في غزة في ظل الوضع الإنساني الكارثي هناك، أجابت ليندهولم: «بالطبع الوضع صعب من حيث البنية التحتية، لكن هناك حالات يجتمع فيها الطلاب حول هاتف واحد في مخيمات اللاجئين. وفي مثل هذه الظروف، تصبح فرصة التواصل مع التعليم العالي ذات أهمية استثنائية. فالمعرفة تحمل في طياتها رسالة أمل». وكان الطلاب الذين اعتصموا لفترة طويلة خارج الجامعة احتجاجاً على الحرب في غزة قد طالبوا بقيام الجامعة بدعم الطلاب الفلسطينيين، وهو ما تحقق الآن. وقال طه خطاب، المتحدث باسم مجموعة "GU Students for Palestine": «إنها بالفعل تحوّل طفيف في موقف الإدارة، لكننا لا نبحث عن الاعتراف بذلك. فالأمر لا يتعلق بنا، بل بمن يعيشون في غزة».