أخبار-السويد
جريمة منظمة: كيف اخترق الجناة أجهزة الحكومة والمؤسسات في مدينة سويدية؟
Aa
Foto: Niklas Luks/TT
في مدينة سودرتاليا Södertälje السويدية، كشف عن حقيقة تسلل الجريمة المنظمة إلى أعلى هياكل الحكومة والمؤسسات، حيث يثير التوظيف غير القانوني للأفراد المدانين بالجرائم المنظمة تساؤلات حول الأمان الوطني والنزاهة الإدارية.
تبرز مشاكل المدينة حين يُظهر تقرير مشترك لـ 12 وكالة حكومية أن "التأثير والتسلل غير المسموح به" أتاح للشبكات الإجرامية تعزيز نفوذها ونفوذها في جميع أنحاء البلدية، ما أدى إلى تشكيل تهديد كبير للنظام.
في السياق، تعرضت المدينة لفضيحة كبيرة حين كشفت التحقيقات عن توظيف أفراد مدانين في الجريمة المنظمة في هيئات الحكومة المحلية، بما في ذلك هيئة الضرائب والمحكمة التنفيذية. وقد أدى هذا التسلل إلى فشل الإدارة الجديدة للبلدية في تنفيذ فحوصات خلفية واسعة.
أحد الحالات المروعة كانت فضيحة "أزمة المساعدين" عام 2012، حيث احتالت شبكة إجرامية على نظام الضمان الاجتماعي بمبلغ يصل إلى 30 مليون كرون سويدي، من خلال تزوير توظيف مساعدين وتقديم شهادات كاذبة لضمان مساعدات لم تقدم.
وعلى الرغم منه قد حُكم على 34 شخصاً في هذه الفضيحة، فإن عددا منهم حصلوا على وظائف جديدة في هيئات الحكومة والبلدية، ما يثير تساؤل القارئ حول كيف يتسنى لمداني الجرائم المنظمة الحصول على فرص جديدة في خدمة المجتمع؟
بدوره، يزداد الوضع تعقيداً مع تسليط الضوء نحو مسائل التأمين والحماية الوطنية، فإلى متى سيظل المجتمع يوفر فرصاً جديدةً للذين يثبت تورطهم في جرائم منظمة، وهل يستحقون فعلياً فرصة ثانية في خدمة المجتمع.
من جهة أخرى، يسأل المدانون السابقون أحيانا عن سبب التمييز ضدهم، فقد أدوا محكومياتهم، فلماذا يجب محاسبتهم على الماضي؟
وفي سياق هذا، تظهر التقارير الأخيرة دعوات إلى إصلاحات جذرية في إجراءات التوظيف وضرورة إقامة فحوصات أكثر صرامةً للموظفين الحكوميين. ويعزو خبراء الجريمة المنظمة هذا الانتشار إلى "عجز المجتمع عن مواجهة هذا النوع من المشاكل".
ويبقى السؤال الأكبر هو: هل يستحق المدانون بالجرائم المنظمة فعلاً فرصةً جديدةً في الخدمة العامة؟