شهد متحف فاسا في ستوكهولم صباح اليوم الثلاثاء عملية احتجاجية نفذها ناشطان من حركة "استعادة الأراضي الرطبة" (Återställ våtmarker)، حيث تسلّقا على متن سفينة "فاسا" التاريخية وعلّقا لافتات على جوانبها، في خطوة وُصفت بأنها اختراق خطير لأحد أبرز معالم التراث الثقافي في السويد. ووفقاً للشرطة، تم استدعاء دورية إلى المتحف في تمام الساعة 10:17 صباحاً بعد أن تم التبليغ عن وجود أشخاص تسللوا إلى موقع محظور داخل المعرض. وقالت آنا فيستبري، المتحدثة باسم الشرطة: "الأشخاص كانوا يعبرون عن آراء مرتبطة بقضايا المناخ، وقد تسلّقوا السفينة إلى منطقة لا يُسمح حتى لحراس الأمن بالوصول إليها." وبحسب منظمة "استعادة الأراضي الرطبة"، فإن الناشطَين لم يتسببا في أي أضرار مادية، إذ لم تطأ أقدامهم أي أجزاء حساسة من السفينة، بل اكتفيا بتعليق لافتات احتجاجية على الحاجز الجانبي. وقالت هيلين فاهلغرين، المتحدثة باسم المنظمة: "هذه كانت عملية مخططة. لم يتم الدوس على أي جزء هش من السفينة، بل تم تعليق لافتات على الجوانب فقط." ووجّهت الحركة رسالتها إلى شركة Neova الفنلندية، التي تقوم باستخراج الخث في السويد، ووصفت النشاط بأنه اعتداء على البيئة. وجاء في رسالة الناشطَين: "نعتقد أنه حان الوقت لكي تُبحر فنلندا إلى ديارها." ردود الفعل لم تتأخر، حيث أعربت وزيرة الثقافة السويدية بريسا ليليستراند (عن حزب المحافظين) عن غضبها من الحادث، وكتبت في منشور على حسابها في إنستغرام: "سفينة فاسا تمثل أحد أهم وأعزّ رموز التراث الثقافي في السويد. إنها بيئة بالغة الحساسية ومهمة للبحث العلمي، وقد تتعرض لأضرار كبيرة." وأضافت:"أشعر بالغضب الشديد تجاه أشخاص يسمحون لأنفسهم بممارسة النشاطات الاحتجاجية على حساب تراثنا المشترك!" لا أضرار حتى الآن... وتحقيق جارٍ حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أية أضرار مادية لحقت بالسفينة، ولكن إدارة المتحف أكدت أنها ستجري فحصاً دقيقاً وشاملاً للسفينة للتحقق من سلامتها. من جهتها، أعلنت الشرطة أنها بصدد إعداد بلاغ رسمي بتهمة الاقتحام غير المشروع، فيما قد تُضاف تهم أخرى لاحقاً مع تقدم التحقيق. يُذكر أن سفينة "فاسا" التي غرقت عام 1628 تُعد من أكثر القطع الأثرية هشاشة في المتحف، ويحظر تماماً الصعود على متنها. وقد استقبل المتحف خلال العام الماضي أكثر من 1.3 مليون زائر.