عبّر موظفون في وزارة الخارجية السويدية عن صدمتهم بعد الإعلان عن وفاة الدبلوماسي السويدي رفيع المستوى الذي كان خاضعاً لتحقيق بتهمة التجسس، واصفين الحادثة بأنها «أسوأ أزمة تضرب الوزارة منذ عقود». ووفقاً لمصادر صحيفة «أفتونبلادت»، فقد تم إبلاغ موظفي الوزارة، صباح الجمعة، بخبر وفاة زميلهم، الذي كان محور تحقيق أمني واسع. وأشارت المصادر إلى أن الرسالة التي تلقاها الموظفون كانت موجزة، وأن عدداً من العاملين في الوزارة يعانون من صدمة نفسية شديدة عقب تلقي النبأ. وقال مصدر داخل الوزارة: «تحدثت قبل قليل مع شخص كان يبكي ويقول إنهم تسببوا في وفاته». وأكد آخر أن هناك شعوراً عاماً بالحزن والصدمة، بالإضافة إلى انتقادات شديدة لطريقة تعامل الشرطة مع القضية. دعوات لإنهاء التحقيق وكشف الحقائق من داخل الوزارة، ترتفع أصوات تطالب بالكشف الكامل عن ملابسات الحادث والتحقيق حتى النهاية لمعرفة ما إذا كان المتوفى مذنباً بالفعل. وكانت الشبهات الموجهة إليه تتعلق بالتجسس. الموظف الراحل كان في الخمسينيات من عمره، ويمتلك مسيرة طويلة في العمل الدبلوماسي داخل وزارة الخارجية. وقد تم توقيفه في مسكنه وسط العاصمة ستوكهولم مساء الأحد، بينما كان متواجداً مؤقتاً في السويد قادماً من مهامه الخارجية. تم الإفراج عنه صباح الثلاثاء، لكن محاميه، أنتون ستراند، كان قد وجه انتقادات شديدة لظروف اعتقال موكله، مشيراً إلى أن الأخير لم يعد إلى منزله بعد الإفراج عنه. اقرأ أيضاً: المخابرات السويدية تعتقل دبلوماسياً عمل في الخارج بتهمة «التجسس» أجواء متوترة داخل الوزارة أفادت مصادر من داخل وزارة الخارجية بأن أجواء العمل باتت متوترة للغاية، خاصة بعد أن طالت التحقيقات موظفاً آخر تم توقيفه ثم إطلاق سراحه لاحقاً، في قضية منفصلة لا تتعلق بالحادثة الرئيسية، بحسب ما أفادت به النيابة العامة. وصف أحد الموظفين الوضع بأنه «كارثي» قائلاً: «هذه أسوأ أزمة تضرب وزارة الخارجية منذ عقود، ومع ذلك لا نرى أي تواصل فعّال أو دعم واضح من القيادة السياسية. هناك حالة من الحزن، والإحباط، وخيبة الأمل، والناس يشعرون بالحزن الشديد». اقرأ أيضاً: وفاة دبلوماسي سويدي كان متهماً بالتجسس بعد أيام من توقيفه غياب سياسي وانتقادات داخلية ووجهت مصادر داخل مقر الحكومة السويدية انتقادات لاذعة لغياب رئيس الوزراء أولف كريسترشون ووزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينرغارد عن المشهد، في وقت تمر فيه الوزارة بأزمة غير مسبوقة. في أول تعليق لها، قالت وزيرة الخارجية في بيان رسمي: «تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة أحد موظفي وزارة الخارجية. أفكاري مع أسرته وأصدقائه وزملائه. وباحترام لخصوصية الفقيد، لن أخوض في مزيد من التفاصيل». ولم يتمكن مراسلو الصحيفة من الحصول على تعليق من رئيس الوزراء.