منوعات

حدث في السويد.. بعد 140 عام آلة كمان تعود لأصحابها

حدث في السويد.. بعد 140 عام آلة كمان تعود لأصحابها image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

حدث في السويد.. بعد 140 عام آلة كمان تعود لأصحابها

حدث في السويد.. بعد 140 عام آلة كمان تعود لأصحابها

دفعت آلة كمان عمرها 140 عم بتكوين صداقة جديدة

كان هانز أوكفيست متخرجاً لتوه في العشرينيات من عمره، ويعيش في أوبسالا بالسويد، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ويتجول في شوارع المدينة ويبحث بمتاجر التوفير ضمنها عن أشياء يملأ بها شفته الجديدة التي انتقل إليها مع صديقته في ذلك الحين.

لقد كان أوكفيست محباً للموسيقى، ولآلة الكمان تحديداً، ليعثر على واحداً قديماً منها في أحد لأيام ضمن أحد المتاجر، وقام بتفقده ومعاينته، وقد تحدث عنه مستذكراً: "كانت الرقبة كبيرة، والأوتار مقطعة، ولا وجود لانحناءات به".

لكن على الرغم من حالة الكمان المؤسفة إلا أن أوكفيست شعر بالإلهام لشرائه، عازماً تصليحه وبث الحياة به من جديد، والعزف عليه، مقابل 50 كروناً.

بعد أن اصطحب الكمان إلى المنزل وعاينه عن قرب وبشكل جيد، اتضح أنه بعيدُ عن العمل، ولا يمكن لأحد الهواة إصلاحه، حيث انه يتطلب صيانة مهنية... خلال هذا الأمر لفت نظر أوكفيست كلمات محفورة بالخشب على الكمان، تبدو كإسم لأحد ما يدعى "هاكون لوندستورم" متبوعاً بعام "1881"، وتحتها ثلاثة أسطر مكتوبة بالأحرف الروسية.

حاول أوكفست خلال الأيام التالية ترجمة هذه النقوش الروسية، ولكنه كما قال "لم أستطع حقاً ببذل الكثير من الجهد، لذلك وضعت الكمان في الخزانة وفكرت: ربما، يوماً ما، سأحل هذا الجزء السفلي من اللغز" وتابع: "لكن كما تعلمون، فإن الأشياء التي نضعها بعيداً تظل مخفية حتى نجد سبباً لإحضارها".

دفعت آلة كمان عمرها 140 عم بتكوين صداقة جديدة

كشف اللغز

بعد عشرين عاماً، وصولاً إلى وقتنا الراهن، بقي أوكفست يعيش في أوبسالا مع زوجته آنيت وأبنائهم الثلاث.

في أحد الأيام من بدايات عام 2021، قال أحد الأبناء الثلاث لوالديه أن لديه فرصة لتعلم آلة موسيقية في المدرسة، ويرغب في آلة كمان، وحينما بدأ أوكفيست يتصفح الانترنت بحثاً عن صفقة جيدة لآلة كمان، تذكر الكمان القديم الذي اشتراه طوال تبك السنوات السابقة، ثم قام بإخراجه الخزانة ونفض الغبار وخيوط العناكب من عليه وقام بمعاينته مجدداً.

لم يكن لدى أوكفيست سوى كتب مرجعية لمساعدته قبل 20 عاماً، أما اليوم فيمتلك هاتفاً خليوياً مرفقاً بكاميرا عالية الدقة ووصول إلى الانترنت، ليقوم بنشر صورة له على موقع subreddit مخصص للغة الروسية، ليوضح المعلّقون بأن المحارف المكتوبة هي اسم "هاكون كارلسون لوندستورم"، وهذا نفس الاسم المكتوب باللغة السويدية، ومتبوعاً باسم موقع "سانت بطرسبرغ".

بعد معرفته الاسم والتاريخ والمدينة، بدأ أوكفيست بالبحث عن هاكون لوندستورم، وقد خاب أمله حينما اكتشف أنه لم يكن عازف كمان شهير، إلا أنه قد كان صحفياً سويدياً بارزاً في أوائل القرن العشرين، وقد عاش في روسيا حينما كان صبياً.

أثناء بحثه على الغوغل، صادف أوكفيست اتفاقاً موسيقياً منسوباً لأحد يدعى لوندستورم، مرتبطاً بقصيدة للكاتب المسرحي السويدي الشهير أوغست ستريندبرغ، وقد كان الاتفاق موجوداً على موقف الكتروني لرجل يدعى يان ألم، وهو منظّم موسيقى محترف، ويعزف الباص في أوركسترا يوتوبوري السيمفونية، وقد قام أوكفيست بمراسلته ليخبره عن الكمان ورغبته بمعرفه المزيد عن صاحبه، وقد رد ألم بأنه قد أتم الاتفاق السابق الذكر بالنيابة عن امرأة تدعى أولريكا نيلسن.

العلاقة العائلية

إن واحدة من أجمل ذكريات أولريكا نيلسن هي لحظة قديمة تجمعها مع جدتها حينما كانت صغيرة، وقالت "ذهبنا إلى الشاطئ وجلسنا هناك على مقعد، ثم غنت لي أغنية كتبها أوغست ستريندبرغ ولحنها والدها".

حينما توفيت جدتها في عام 2008 أرادت نيلسن أن تخلد ذكراها من خلال غناء الأغنية.

ولكن اللحن لم يكن مدوناً من قبل، ولم تعرف نيلسن هذا اللحن إلا عن طريق جدتها، لذلك قامت بالاتصال بصديقها الموسيقي يان ألم وسألته إذا كان سينتج الأغنية بثلاثة أجزاء، وقد تم ذلك، وغنوها كل من نيلسن وشقيقها وشقيقتها في ذكرى وفاة جدتهم.

ولكن اللحن لم يكن مدوناً من قبل، ولم تعرف نيلسن هذا اللحن إلا عن طريق جدتها

بعد 13 عام من هذا الأمر، تواصل أوكفيست مع ألم الذي قام بإبلاغ نيلسن، لتقوم الأخيرة بالاندهاش وترسل إلى والدها بيرنت نيلسن تسأله "هل هذا صحيح؟ هل تعتقد بأن هذا الكمان لجدّك؟"

ليقوم بيرنت المتقاعد في مدينة يوتوبوري بقراءة البريد الالكتروني الذي يتضمن تفاصيل حياة هاكون لوندستورم التي استطاع أوكفيست من تجميعها، وفكر "إنه هو!"، ليرسل لأوكفست رداً يقدم به نفسه ويؤكد العلاقة العائلية.

علاقة جديدة جميلة

هكذا بدأت سلسلة من المراسلات التي تحولت إلى صداقة بين الرجلين على طرفين مختلفين من البلاد، ليروي بيرنت نيلسن من يوتوبوري ما كان يعرفه عن الجد الذي مات قبل ولادته، ويروي هانز أوكفيست من أوبسالا قصة إيجاد الكمان في متجر للأشياء المستعملة.

وقد كانت هذه المراسلات تجري وسط جائحة كوفيد-19 والإجراءات المتعلقة به، وقال بيرنت أن لوندستروم إضافةً إلى حياته في سانت بطرسبرغ قد قضى بعض الوقت في فنلندا، ودرس في جامعة أوبسالا، وقد عرض أوكفست آلة الكمان على أحد المختصين الذي قال بأنه كان واحداً من العديد من الآلات التي تم إنتاجها في ألمانيا أواخر القرن التاسع عشر.

هكذا بدأت سلسلة من المراسلات التي تحولت إلى صداقة بين الرجلين على طرفين مختلفين من البلاد

وأخبر بيرنت أوكفيست أن العديد من أفراد عائلته قد كانوا موسيقيين، وأن أولريكا نيلسن مغنية، ولديه حفيد صغير بدأ لتوه في تعلم العزف على الكمان.

وقد حُلّ الأمر بالنسبة لأوكفست، وعلم أنه يتعين عليه إعادة الكمان لعائلة نيلسن، وقرر وقتها أنه حينما يسمح الوضع البائي في السويد فسيقوم بلقاء بيرنت ويعيد إليه الآلة.

أما بالنسبة إلى بيرنت فقد كانت لحظة اللقاء جميلة وجلبت فرحة غير متوقعة، سواء بلم الشمل مع إرثٍ عائلي، أو لصداقة جديدة وجميلة.. وقال: "حينما عزف جدي الكمان لأول مرة لم يكن يظن أن هذه الآلة ستجعل من الممكن لقاء شخصين في السويد بعد 140 عاماً".

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©