الانتخابات السويدية 2022

حديد: إن لم يصوّت الشباب سيصل من لا يمثلهم ويتحكم بهم لسنوات

Aa

حديد: إن لم يصوّت الشباب سيصل من لا يمثلهم ويتحكم بهم لسنوات

حديد: إن لم يصوّت الشباب سيصل من لا يمثلهم ويتحكم بهم لسنوات

حديد: إن لم يصوّت الشباب سيصل من لا يمثلهم ويتحكم بهم لسنوات

التقى فريق "أكتر" بالناشط السياسي في حزب الوسط Centerpartiet محمد عجان الحديد. محمد قدم إلى السويد عام 2014 وهوالآن طالب في جامعة Chalmers في مدينة يوتوبوري. يقول محمد بأنّه من خلال موقعه كرئيس لرابطة شباب الحزب CUF في المدينة يعمل ليدفع الشباب السويدي وخاصة الذين ينتمون لأصول مهاجرة للتصويت والاهتمام بالسياسة، فهي بالنسبة له إحدى أهم الوسائل لدرء خطر صعود اليمين المتطرّف ورهاب الأجانب ومعاداة الإسلام ولضمان وجود مجتمع يكفل حقوق جميع أفراده.

نشاط محمد الرئيسي في المدارس

يقول محمد بأنّ نشاطات الرابطة موجهة نحو جميع الشباب السويدي بكافة أطيافهم وخلفياتهم وجذورهم ومعتقداتهم حتى عمر 26 سنة. 

يضيف بأنّهم يقومون عادة بالاشتراك بالمناظرات في المدارس لتعريف الذين بلغوا 18 عاماً والذين سيكون لديهم حق التصويت للمرةالأولى، بالسياسة وعن أفكار وتوجهات حزب الوسط وللإجابة عن أسئلة الطلاب التي تخص آراء الحزب بجميع المواضيع. 

يرى محمد بأنّه بعمله هذا هو ورفاقه يناقشون ويطرحون الأسئلة التي تخصّ فئة الأعمار التي تشبههم، ولهذا هم أقرب للناس من السياسيين الجالسين في مكاتبهم.

يستهدف محمد ورفاقه من جولاتهم على المدارس تنسيب أعضاء جدد للحزب، حيث يقومون بعد ذلك بتنظيم لقاءات أسبوعية معهم، وبرامج ومحاضرات عن الديمقراطية وكيفية بناء المجتمعات الحرة وللحفاظ على الحريات والحقوق وكذلك أنشطة ترفيهية تزيد من الروابط فيما بينهم.

يرى محمد بأنّه بعمله هذا هو ورفاقه يناقشون ويطرحون الأسئلة التي تخصّ فئة الأعمار التي تشبههم

سياسات الوسط التي يؤمن بها محمد!

يقول محمد بأنّهم في رابطة الشباب يحملون أحياناً أفكاراً تختلف عن الأفكار العامّة للحزب.

من المقترحات التي يُفضل العمل عليها: جعل الضرائب والتكاليف لتوظيف الشباب والقادمين الجدد أقلّ على أصحاب العمل من توظيف الأشخاص ذوي الخبرة، وذلك كي يتمكنوا من إيجاد عمل والمنافسة في سوق العمل.

يقول محمد أيضاً بأنّهم مهتمون كشباب بالانضمام للناتو وهم من أوائل الناس الذين دعوا للانضمام للحلف، وأنّهم يؤمنون بالحدود المفتوحة أمام جميع القادمين من جحيم الحرب الباحثين عن أمن وأمان لهم ولأطفالهم بغض النظر عن معتقداتهم وسماتهم. 

يؤيد محمد أيضاً خطّ حزبه بتحرير أسعار إيجارات المساكن، فهو كما يقول: ليس من المعقول أن تسكن في وسط المدينة وأن تدفع القدرنفسه من المال الذي يدفعه من يسكن في الضواحي. ويرى محمد بأنّ ترك الإيجارات للسوق سيسمح للشباب بإيجاد منازل بشكل أسهل، وسيشجّع شركات البناء على إنشاء منازل إضافية.

السياسة في المناطق الضعيفة والمهمشة اقتصادياً!

عند التحدّث عن رغبة الناس بالتصويت، يقول محمد بأنّه بالمقارنة مع الشباب في مناطق أخرى،  فالشباب في تلك المناطق  يميلون بكثرة لعدم التصويت في الانتخابات، ولا يرون سبباً يدفعهم لذلك. يرى محمد بأنّ سبب اهتمام الشباب السويدي ببقية المناطق بالسياسة يعود الى وجود وسائل إعلام ومنظمات وبيئة تؤثر بهم بكثرة، بينما الشباب في المناطق المنعزلة والضعيفة اقتصادياً والذين بغالبيتهم لديهم أصول مهاجرة لم تتوفر لهم ظروف مشابهة.

الأمر الآخر الذي يرى محمد بأنّه عامل مهم في عدم رغبة واهتمام هؤلاء الشباب بالسياسة والتصويت هو الشعور بعدم الانتماء للسويد، وذلك رغم أنّهم ولدوا وترعرعوا فيها. يلقي محمد باللوم في ذلك على البيئات التي تربوا بها، ويقول بأنّه يتفهّم هذا الشعور الذي لديهم بسبب العنصرية التي تجعلهم مستبعدين من سوق العمل وتحرمهم الكثير من الفرص والإمكانات التي تجعل ظروف حياتهم أفضل لو حصلواعليها. 

يرى محمد بأنّ الأمر يختلف بين طلّاب الجامعات وطلاب المدارس فنسبة الاهتمام بالسياسة بين الشباب السويدي من أصول مهاجرة في الجامعات أكثر منها بين الموجودين في المدارس لأنّ عقولهم أكثر انفتاحاً وحياتهم فيما بينهم أكثر انفتاحاً من تلاميذ المدارس، ولكنّه لا يعرف على وجه التحديد كميّة الاختلاف لأنّه لا يقوم بزيارات حزبية هناك.

من اللافت أنّه وفقاً للإحصاءات الرسمية السويدية، من المتوقع أن يزيد عدد من يحقّ لهم الانتخاب في جميع الانتخابات القادمة بقرابة 180 ألف شخص بالمقارنة مع الانتخابات الأخيرة في 2018 ليصلوا إلى 7,5 مليون إنسان.

يرى محمد بأنّ البيئات المعزولة التي يعيش فيها أهالي الشباب هي السبب في عدم اهتمامهم بالتصويت

إنّهم مخطئون

يقول محمد بأنّه يتفهم من لا يريدون التصويت وهو دوماً يحاول إقناعهم بأنّه في حال لم يصوتوا لأشخاص يمثلونهم، سيقوم غيرهم بالتصويت لأشخاص لا يهتمون بأمرهم. ولهذا عليهم التصويت لأيّ حزب يرونه يمثلهم وليس بالضرورة لحزب الوسط.

يُحذّر محمد الشباب السويدي من أصول مهاجرة الذين لا يصوتون بأنّهم قد يتركون الساحة خاوية أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تحمل أجندات معادية لهم.

يرى محمد بأنّ البيئات المعزولة التي يعيش فيها أهالي الشباب هي السبب في عدم اهتمامهم بالتصويت أو رغبتهم به. ولكنّه يرى بأنّ على الشباب، وحتّى أهاليهم، أن يفهموا بأنّ القوانين التي سمحت لهم باللجوء وبناء حياتهم من جديد بعد قدومهم من بلدانهم، سببها أنّ هناك أشخاصاً قبلنا اهتموا بالسياسة وعملوا على مدى سنوات كي يهندسوا بيئة مناسبة لحياتنا وحقوقنا وحرياتنا.

بالنسبة لمحمد، ليس ذلك فقط من أجلنا اليوم، بل من أجل المستقبل: مستقبل بلدهم السويد ومستقبل أطفالهم، وكذلك الذين يحتاجون ملاذآ لهم ولأطفالهم. 

وفقاً للإحصاءات الرسمية، فالذين وصل سنّهم إلى 18 عام منذ الانتخابات الأخيرة في 2018 من بين المواطنين السويديين (أي الذين سيقترعون لأول مرة) يقدّر بحوالي 430 ألف إنسان، أي بزيادة 40 ألف عن الذين صوتوا لأول مرة في انتخابات 2018.

لكن بالرغم من هذه الزيادة، تبقى أعداد المصوتين لأول مرة أقلّ ممّا كانت عليه الحال في 2010 عندما وصل عدد المصوتين لأول مرة في تلك الانتخابات إلى 7٪ من مجموع الناخبين.

غيرنا يدفع حياته لأجلها...

يوجّه محمد كلمة أخيرة لجميع الشباب قائلاً: في بلاد أخرى يدفع الناس حياتهم ودمائهم من أجل الحصول على حقّ التصويت واختيار من يمثلهم، بينما لدينا الديمقراطية التي تسمح لنا بذلك بسلام وعلينا استغلالها.

في حال تركنا المجال لليمين المتطرّف أمثال حزب SD كي تزداد شعبيته، فقد نجد الأمور بعد سنوات وصلت إلى السوء بشكل لا يطاق.

يرى محمد بأنّ على الجميع أن يصوّت بغضّ النظر عن الحزب الذي يريد التصويت له. لكنّه أيضاً يحذّر من الانسياق وراء دعاية بعض الأحزاب التي تريد إخافة الشباب من أصول مهاجرة، فهو لا يفهم مثلاً لماذا معظم من يقابلهم من الشباب من أصول مهاجرة يريدون التصويت للحزب الاشتراكي الديمقراطي او حزب اليسار، فوفقاً لمحمد وجود هؤلاء الأحزاب في الحكومة لم يُقدّم شيء سوى ازدياد العنصرية والعنف والجريمة المنظمة وحرمان الناس من الإقامات الدائمة، وعدم قدرتهم على لمّ شمل عائلاتهم، فالسويد أيضاً بحاجة إلى منهج سياسي جديد يُنعش اقتصاد البلد، ويؤمّن فرص عمل بشكل أسرع وأوسع، ويعيد هيكلة نظام الاندماج ويكون أكثر فعالية لمواجهة الجريمة المنظمة والعصابات التي تنشر العنف وعدم الاستقرار في بعض الأحياء بشكل خاص وفي جميع أنحاء السويد بشكل عام.

اقرأ أيضاً في “أكتر”:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - الانتخابات السويدية 2022

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©