في لقاء جمع فريق "أكتر"، مع أولف بوستروم Ulf Boström ورضوان حوراني من حزب "يوتوبوري" الجديد، تمّ تبادل الأحاديث والنقاشات حول أفكار الحزب وما يريد تحقيقه والسياسات التي يؤمن بها. وكان أولف بوستروم مهتماً بشكل خاص بالقضايا التي يعتبرها جمهور "أكتر" أساسية وتشغل حياته بشكل مستمر.ما الفارق بينكم وبين بقيّة الأحزاب؟وجّه فريق "أكتر" لأولف بوستروم سؤالاً: ما الذي يجعلكم مختلفين عن بقيّة الأحزاب؟ لا يرى أولف بأنّ الفوارق الخطابية بين حزبه وبين بقيّة الأحزاب كبيرة، ولكنّه لا يمكنه إلّا أن يلاحظ تلاعباً بالقانون وإساءة لاستعمال السلطة في التطبيق العملي. جعل هذا من أعضاء حزب يوتوبوري غير قادرين على تقبّل فكرة الانضمام إلى حزب موجود في السويد اليوم، وأنّ هناك حاجة لإطلاق حزب جديد.يقول أولف بأنّ دوره في الحزب الجديد سيكون خاصاً بإعادة الثقة بين الناس والشرطة، وتمكين الشرطة من تطبيق العدالة الحقيقية، وحفظ أمن الناس. بالنسبة لأولف، حفظ أمن الناس شديد الأهمية، فعلى الأولاد أن يخرجوا إلى مدرستهم ويعودوا آمنين، وعلى الزوجة ألّا تخشى عدم عودة زوجها عندما يخرج. هذا ما تعلمه أولف من كونه قريباً من الناس، وهو ما يؤمن بأنّه قادر على المشاركة به.خاص أكتريتحدث أولف عن إحصائيات مخيفة في السويد، حيث أنّ 50٪ من الشباب الذي يقطعون المدرسة الابتدائية لا يحصلون على درجات تؤهلهم للوصول إلى الثانوية (الجمنازيوم)وضع كئيبيتحدث أولف عن إحصائيات مخيفة في السويد، حيث أنّ 50٪ من الشباب الذي يقطعون المدرسة الابتدائية لا يحصلون على درجات تؤهلهم للوصول إلى الثانوية (الجمنازيوم)، وأنّ أغلب من لا يتمكنون من إتمام دراستهم هم من الذكور. يقول: عندما يكون لدينا كلّ هذا العدد من الشباب الذين لا يرون لنفسهم مستقبل، أين سينتهي بهم المطاف؟ سيكون من السهل على العصابات تجنيدهم.لماذا هناك مشاكل أكثر في المناطق المهمشة؟يرى أولف بأنّ السبب الذي يجعل المشاكل أكبر في المناطق الضعيفة شعور البعض بأنّه مقموع لأنّه غير قادر على التواصل بشكل جيّد مع السلطات، وغير قادر على تعلّم الشكل الصحيح للحياة في السويد تبعاً لقدومه من أماكن مختلفة من حيث القيم والعادات والتقبّل...الخ.من هنا يعيد أولف التشديد على أنّ شرطة الأحياء التي اختفت من يوتوبوري في 1992 كانوا قادرين على إشعار جميع الذين يقطنون في هذه المناطق بالعدالة، ومساعدتهم في التفريق بين الخطأ والصواب.بالنسبة لأولف، الوضع الحالي يسهّل على المجرمين أن يجندوا الناس من المناطق الضعيفة. يترك هذا الأحياء الضعيفة في سمعة سيئة غيّرت ترحيب السويديين بالمهاجرين. يرى أولف بأنّ هذا ما رفع من شعبية حركات وأحزاب مثل "ديمقراطيو السويد"، وهو ما دفع الأحزاب مثل "الاشتراكي الديمقراطي" إلى تبني الخطاب ذاته، الأمر الذي يعني مشاكل للديمقراطية ومحلاً لتزايد النفاق.يقول أولف: لا يوجد طفل يولد وفي يده بندقية كلاشينكوف...Thomas Johansson/TT وجّه أولف سؤالاً لفريق "أكتر": من خبرتكم، ما هي المسائل الثلاث الأكثر أهميّة بالنسبة لجمهوركم؟ماذا عن ارتفاع الأسعار والتضخم؟يردّ أولف على سؤال فريق "أكتر" عن ارتفاع الأسعار والتضخم وغيرها من المشاكل: في العائلة عندما يكون الأهل موسرين، يصبح الأطفال موسرين، وتحظى العائلة بحالة مريحة. لكن عندما لا يكون هناك فرصة أمام المسؤول عن الرعاية للحصول على ما هو حقه، نصبح جميعاً مقسمين ومشتتين. يضيف رضوان: لهذا يجب ضمّ الجميع وضمان أن يكون لديهم ما يكفي ليعيشوا حياة هانئة، وأن يدفعوا الضرائب، وأن يديروا عجلة الاقتصاد، وإلّا فالاستمرار بالانحدار.بماذا يهتمّ جمهوركم؟وجّه أولف سؤالاً لفريق "أكتر": من خبرتكم، ما هي المسائل الثلاث الأكثر أهميّة بالنسبة لجمهوركم؟كان فريق "أكتر" واضحاً: العمل والبطالة والأجور يأتيان في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية قضايا التمييز والعنصرية ضدهم، وفي المرتبة الثالثة قضايا الإقامة والجنسيّة ولمّ الشمل وكلّ ما يتعلّق باللجوء والهجرة.أضاف فريق "أكتر": يهتمّ الناس بالرعاية الصحية وبالتعليم، ولكن يأتي موضوع العمل والبحث عن عمل في المرتبة الأولى.Thomas Johansson/TT أقرّ أولف بأنّه يعرف أشخاصاً لم يتمكنوا من إيجاد عمل لائق، مثل بروفسور في الهندسة يتحدث 7 لغات مختلفة ولم يتمكن من إيجاد عمل لائق في السويدماهو الحل؟عندما طرح أولف سؤال: ما هو الحل برأي جمهور "أكتر"، نقل الفريق رأي الغالبية ممّن تحدثنا معهم في الأمر: الأمر معقد، فجزء من المشكلة استثمار الأموال في شركات الوساطة حيث تضيع الأموال التي كانت لتؤدي إلى خلق فرص أفضل في توظيف الناس لو استثمرت مباشرة معهم.من المشاكل الأخرى: العنصرية، حيث يجب إيجاد طريقة لتتقبل الشركات المهاجرين وخبراتهم أكثر، فمشكلة أن يتمّ رفض منح شخص عمل، أو حتى مقابلته لأنّه يحمل اسم مهاجر، ليس أمراً يجب السكوت عنه.ردّ أولف بأنّ الكثيرين من المهاجرين حققوا النجاح في السويد عبر الوصول إلى مراتب عليا في الحكومة والبرلمان والشركات والمهن المتنوعة. ولكنّه أقرّ أيضاً بأنّه يعرف أشخاصاً لم يتمكنوا من إيجاد عمل لائق، مثل بروفسور في الهندسة يتحدث 7 لغات مختلفة ولم يتمكن من إيجاد عمل لائق في السويد.أقرّ أولف ورضوان بأنّ هذه الصعوبات مثل الجدران المرتفعة أمام الديمقراطية، وهي مثل الجراح الصغيرة التي ستقتلك في حال عدم معالجتها.الثقة تحدّث رضوان بأنّه وخلال عمله لسبعة أعوام في مجال مرتبط بالتوظيف في السويد، وجد بأنّ جميع الشركات تقول بأنّها منفتحة وتريد المساعدة، ولكن المشكلة في التطبيق. وتحدّث عن أنّ الريفرنس في السويد هو الوسيلة التي يعتمدها أصحاب العمل السويديون كي يثقوا بمن سيوظفونهم من المهاجرين. أعاد أولف سبب نقص الثقة إلى الفصل الاجتماعي الذي بدأ يكبر في المجتمع السويدي منذ التسعينيات، وأعاد التأكيد على أنّ وجود شرطي أحياء في المناطق الضعيفة كان ليحلّ هذه المشكلة لقدرة الشرطة على ضمان الثقة بالأشخاص الذين يعرفونهم. يقول أولف بأنّ القيم الرئيسية لدى السويديين والمهاجرين هي ذاتها، وأنّ العزلة والوحدة خرّبت حياة الكثير من الشباب. يأمل أولف أن يكون قادراً بمعاونة من يفكّر مثله على إعادة السويد إلى مسارها كنموذج يحتذى للاندماج والديمقراطية.اقرأ أيضاً في “أكتر”:حديد: إن لم يصوّت الشباب سيصل من لا يمثلهم ويتحكم بهم لسنواتماهر دبّور: عدم الانتماء والتهميش هو ما يدفع المهاجرين للعنف