أخبار السويد

حسن البغدادي: ترك التدريس في السويد وبدأ الدراسة وعمره 36 عام

حسن البغدادي: ترك التدريس في السويد وبدأ الدراسة وعمره 36 عام
 image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

التدريس في السويد

حسن البغدادي: ترك التدريس في السويد وبدأ الدراسة وعمره 36 عام

يقع الكثير من المهاجرين في حالة من "الجمود" المهني بعد الحصول على عمل في السويد، لكن حسن البغدادي ليس منهم، فهو الذي قرر أن يستجمع شجاعته ويترك عمله الذي بقي فيه 11 عام تقريباً ليحصل على دعم دراسة من الـ CSN يتابع الدراسة ويحقق حلم حياته بأن يصبح مبرمجاً. من "أكتر" إليكم قصّة حسن البغدادي.

من بغداد مع حلم كبير

حسن البغدادي (اسم مستعار) عراقي الأصل، جاء إلى السويد في 2007 وتمكن بعد عدة أعوام من الدراسة في مدرسة للبالغين Komvux والحصول على عمل كمدرّس في إحدى مدارس يوتوبوري. وبعد حوالي 11 عاماً في مهنة التدريس في السويد، قرر بأنّ الوقت حان ليبحث عن مهنة أخرى. لذلك بدأ التعلّم عن بعد في كليّة العلوم التطبيقية yrkeshögskola في يوتوبوري.

يقول حسن بأنّه كان يحلم بأن يكون مبرمجاً منذ كان في العراق، لكنّ القدرات هناك لم تساعده، وعندما جاء إلى السويد كان عليه أن يتأقلم مع الوقائع الجديدة. لكن اليوم، بات لديه الإمكانية اللازمة لتحقيق حلمه. لهذا قام بالتسجيل على إعانة الدراسة في CSN وحصل عليها.

في الحقيقة، إذا ما أخذنا حالة حسن، فهي ليست بالحالة الفريدة جداً في السويد. فوفقاً لإحصاءات السي.اس.ان CSN ازداد عدد الطلاب الحاصلين على مساعدات ومنح دراسية ممّن يبلغون من العمر أكثر من 35 عام، قرابة نسبة 60٪ (من قرابة 60 ألف طالب في 2018، إلى قرابة 100 ألف عام 2022).

لا شيء يقف أمام العزيمة

حسن متزوج، وزوجته تعمل في دار لرعاية المسنين. في السنوات الأخيرة أصبح اهتمامه بهندسة المعلوماتية وبالبرمجة أكبر، وحاول أن يتعلّم الأساسيات عن بعد، وسجّل في الكثير من الدورات المتاحة. جعله هذا يتأكد ممّا يريد، ولهذا خفّض ساعات عمله في المدرسة السنة الماضية ليصبح عاملاً بدوامٍ جزئي، ثمّ اتخذ قراراً بالاستقالة بشكل نهائي.

استغرقه الأمر بعض الوقت كي يتمكن من التآلف مع فكرة عودته إلى الدراسة بشكل رسمي، وليس عبر كورسات أونلاين تناسب وقته. كما ناقش الموضوع مع زوجته كثيراً لإدراكهما بأنّه سيؤثّر على حياتهما الأسرية اليومية. لكنّهما قررا أنّ الأمر يستحق. يقول حسن: "لولا دعم زوجتي لما تجرّأت على الاستقالة".

بالعودة إلى إحصاءات CSN، فقد كانت النسبة الغالبة ممن يدرسون بعمر أكبر من النساء، لكن هذا تغيّر أيضاً في السنوات القليلة الماضية، حيث زاد عدد الرجال ما بين 2018 و2022 بنسبة 64٪، بينما لم يزد عدد النساء المتقدمات للحصول على الدعم إلّا بنسبة 52٪، ربّما يعود ذلك إلى عدم رضا الناس في السويد عن أعمالها، ولكن أيضاً وبالتأكيد هناك جانب متعلّق بالرغبة في التطوّر وتجربة شيء جديد.

صعوبات متوقعة

عندما سألتُ حسن عن سبب عدم رغبته بذكر اسمه الحقيقي أو صورته كاملة قال: "للأسف مجتمع المهاجرين فيه الكثير من الأشخاص اللاذعين أحياناً، ولا أرغب بأن أسمع أنا أو عائلتي أشياء مزعجة أو أحكاماً تكون ثقيلة علينا. هكذا أفضل، سأتمكن من مشاركة فرحتي دون أن أضطرّ لمواجهة القسم السيء".

ربّما يجب أن يكون حسن سعيداً، فمن بين كلّ 6 متقدمين للحصول على منحة التعليم في السويد، 6 فقط يتمّ الموافقة على طلبهم. كما أنّ هناك حقيقة محزنة يُدركها حسن، وهي أنّه سيصعب عليه الحصول على قروض إضافية، وذلك رغم أنّ العمر الأكبر والأسرة تفرض عليه مصاريف أكبر. نتمنى لحسن التوفيق وإيجاد عمل يحبّه أكثر.

اختتم حسن بالقول: "أنا متحمس رغم الخوف لألتقي مع زملائي الجدد. صحيح أنّ لقاءاتنا ستكون رقمية، لكن في النهاية سأعود إلى الصفوف والدراسة".

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©