رغم ولادة الشاب الفلسطيني يوسف أبو عميرة بنصف جسد لم يمنعه ذلك من امتلاك العديد من المواهب ولم ينعزل عن العالم، بل كان مؤمناً بنفسه بأن يتحدى الإعاقة ويصنع ذاته، حتى مع امتلاكه أصعب أنواع الإعاقة.الجدير بالذكر أن يوسف أبو عميرة درس الشريعة والقانون وأجاد استخدام التكنولوجيا بلا ذراعين، وفي صالون بيته يسجّل محتوى تعليمي لمساعدة ذوي الهمم على تجاوز صعوباتهم اليومية، وصار ملهماً عبر منصات التواصل لمحاربة التنمر وتغيير النظرة السلبية عن ذوي الهمم.الشاب يوسف أبو عميرةيوسف أبو عميرة ولعبة الكاراتيهاختار يوسف أبو عميرة لعبة الكاراتيه لأجل إظهار إرادته في تحدي الإعاقة الحركية، بأن يكون قدوةً ليس لأقرانه من ذوي الإعاقة في غزة فقط، بل لمن لديهم أطراف في كل دول العالم، ويطلب منهم النظر إليه وكيف صنع من الألم أملاً، وهو يمارس الرياضة ويتخرّج كذلك من الجامعة.بدوره لم يتحدَ يوسف أبو عميرة قانون لعبة الكاراتيه فقط، بل كان عليه في كل يوم تدريب صعود نحو 60 درجة حتى يصل قاعة التدريب، إما بالاعتماد على نفسه وبذل جهد كبير في صعود الدرجات، أو بأن يقوم أحدهم بمساعدته.في هذا الصدد قال يوسف أبو عميرة لـ سكاي نيوز عربية: «أحببت أن أوصل رسالةً بطريقة أن الأشخاص ذوي الإعاقة يستطيعون فعل أي شيء، واستخدمت تقنية البث المباشر على مواقع التواصل، وتصرفت بطبيعتي وتفاعلت الناس معي».وأضاف: «أنا من خلال هذه التجارب أمنح الهمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وطرق تمكّنهم من خدمة أنفسهم، فأعطيهم طاقةً وجرعة أمل».في سياق متصل قال حسن الراعي مدير أكاديمية نادي المشتل الرياضي: «يوسف بدون أطراف وبنصف جسد واستطاع أن يثبت للعالم أنه بالإرادة والعزيمة بطل، والناس التي تنظر له نظرة شفقة اليوم تنظر للكرسي الذي يجلس عليه نظرة بطولة وعزة وافتخار، لأنه رغم كل المعوّقات أمامه في المجتمع استطاع أن يثبت للجميع أنه لا يوجد إعاقة ولكن يوجد مجتمع معيق».