"حملات توعية وانخفاض الطلب" كيف نجت أوروبا من أزمة الطاقة هذا الشتاء؟

خلال الصيف الماضي، كانت هنالك مخاوف بشأن إمدادات الطاقة في الشتاء عندما بدأت روسيا في يونيو/ حزيران 2022 بقطع شحنات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم" الذي يعتبر الشريان الرئيسي لاستيراد الغاز الطبيعي لأوروبا، والآن ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن أوروبا نجحت في مواجهة أزمة الطاقة التي كان يخشى الكثيرون منها عندما قطعت روسيا إمداداتها من الغاز الطبيعي لأوروبا العام الماضي 2022، ولكن كيف نجحت في ذلك؟ 
ما هي الإجراءات التي اتخذتها أوروبا لتفادي أزمة الطاقة؟
واجهت أوروبا أزمة الطاقة من خلال الإمدادات البديلة وخفض الاستهلاك، كما وضعت الكثير من الجهود في جميع أنحاء القارة لتوفير استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى ذلك استهلكت الأسر والشركات في أوروبا حجم أقل بكثير من الطاقة مما كان متوقعاً وخاصةً في درجات حرارة كانت معتدلة نسبياً، وكان ارتفاع الأسعار حافزاً قوياً لاستخدام كميات أقل من الغاز والكهرباء. 
بالإضافة إلى ذلك يقول مسؤولون ومحللون أن حملات التوعية العامة التي أطلقتها الحكومات الأوروبية لتشجيع الناس على توفير الطاقة تبدو ناجحة، حيث قال رئيس قسم الكفاءة في وكالة الطاقة الدولية بريان ماذرواي: «هنالك وعي حول كيفية استخدامنا للطاقة ومقدار تكلفتها أكبر من أي وقت مضى». وأضاف بقوله: «الاستجابة كانت لافتة للغاية».
انخفاض الطلب في أزمة الطاقة
انخفض الطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 20% في الربع الرابع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، ووفّر انخفاض الطلب مخزناً أمنياً مؤقتاً لإمدادات الغاز في أوروبا في مواجهة أزمة الطاقة. وكان أكبر مصدر للإمداد الجديد هو استيراد الغاز الطبيعي المسال بشكل أساسي من الولايات المتحدة، والذي يتم نقله بشكل أساسي عن طريق السفن وهو أغلى بكثير من الغاز الذي يصل عبر خطوط الأنابيب، وفي ضوء ذلك خفّضت أوروبا استهلاكها للطاقة دون إحداث تأثير كبير في النمو الاقتصادي.
الآن تتسابق القارة الأوروبية لبناء محطات جديدة لهذا النوع من الغاز. وتمتلئ مساحة تخزين الغاز في أوروبا بحوالي 82%، وهي أعلى بكثير من المستويات العادية البالغة حوالي 65% في هذه المرحلة من الشتاء.

مصدر الصورة: pexels
انخفاض الاستهلاك في أزمة الطاقة
في فرنسا، انخفض استهلاك الكهرباء خلال الشهر الماضي بنسبة 10% تقريباً بعد درجات الحرارة المعتدلة، وكان استهلاك الغاز في ألمانيا ديسمبر/ كانون الأول أقل بنسبة 15% من المتوقع، وفقاً لهيئة تنظيم الطاقة الألمانية.
كذلك، خفّض المصنعون استهلاكهم للغاز عن طريق التحوّل إلى زيت الوقود حيثما أمكن ذلك أو التخلص من النفايات من عملياتهم الصناعية، كما يعمل آخرون على تقليص التصنيع الذي يعتمد على الغاز واستيراد البدائل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط ومناطق أخرى بإمدادات أرخص بكثير من أوروبا.
الجدير بالذكر أن سعر الغاز الطبيعي في أوروبا انخفض إلى أدنى مستوى له منذ الحرب الروسية الأوكرانية بفضل الشتاء المعتدل، حيث بيع أرخص بخمس مرات تقريباً مما كان عليه في أغسطس/ آب.