أطلق عدد من أولياء الأمور في بلدة فيكن بمقاطعة سكونه جنوب السويد مبادرة جماعية تهدف إلى جعل البلدة خالية من الهواتف الذكية للأطفال، حيث تعهّدوا بعدم السماح لأبنائهم باستخدام الهواتف الذكية قبل بلوغهم سن 14 عاماً. وحتى الآن، انضم نحو 150 ولي أمر إلى هذه المجموعة. تقول هولي كفيست، وهي إحدى المبادرات ومعها أربعة أطفال، إنها لاحظت خلال حملها الأخير كيف بدأت الشاشات تسيطر على حياة الأسرة، في الوقت الذي أصبح فيه الأطفال أكثر تململاً. بالتعاون مع آنا غرانكفيست، أطلقت كفيست ما أسموه «تحالف الآباء» بهدف إبعاد الأطفال عن الهواتف الذكية، وهو ما تناولته صحيفة Helsingborgs Dagblad في تقريرها. توضح كفيست أن المبادرة لا تعني حظراً تاماً على استخدام الشاشات: «بالطبع يحصلون على بعض الوقت أمام الشاشات، لكننا لا نريد أن يكون لديهم هواتف ذكية خاصة بهم». وعن سؤال حول ما إذا كان هذا القرار قد يجعل الأطفال معزولين عن أقرانهم، تجيب غرانكفيست: «أعتقد العكس تماماً. الأطفال الذين لا يملكون هواتف ذكية يميلون إلى اللعب أكثر، والتواصل الاجتماعي بسهولة، وإطلاق العنان لإبداعهم». تتماشى هذه المبادرة مع توصيات هيئة الصحة العامة السويدية، التي تنصح بعدم استخدام الشاشات قبل النوم وترك الهواتف والأجهزة اللوحية خارج غرف النوم ليلاً. كما تؤكد الهيئة على أهمية الالتزام بالحدود العمرية الخاصة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وتشجع أولياء الأمور على الإشراف الفعّال على ما يشاهده الأطفال والتحاور معهم حول نشاطاتهم الرقمية ووضع قواعد واضحة للوقت الذي يقضونه أمام الشاشات. وتشمل الإرشادات الموجهة بحسب الفئات العمرية ما يلي: الأطفال دون سن الثانية: تجنب استخدام الشاشات قدر الإمكان. الأطفال بين 2 و5 سنوات: استخدام الشاشات لمدة لا تتجاوز ساعة واحدة يومياً. الأطفال بين 6 و12 عاماً: ساعة إلى ساعتين كحد أقصى يومياً. المراهقون بين 13 و18 عاماً: ساعتان إلى ثلاث ساعات كحد أقصى يومياً. تؤكد الهيئة أيضاً أن الأنشطة الرقمية يجب ألا تأتي على حساب النوم، النشاط البدني، العلاقات الاجتماعية، الوجبات العائلية، أو الدراسة. كما تشدد على أن عادات الآباء الرقمية تلعب دوراً مهماً في تشكيل عادات أطفالهم وسلوكهم.