الانتخابات-السويدية-2022

حنّا: إن لم تقبلوا القيم السويدية لا أريد أصواتكم

Aa

حنّا: إن لم تقبلوا القيم السويدية لا أريد أصواتكم

حنّا: إن لم تقبلوا القيم السويدية لا أريد أصواتكم

روبرت حنّا، محامٍ وعضو برلمان ليبرالي من أصول مهاجرة ومن عائلة عاملة. يصلح روبرت ليكون «نموذجاً يحتذى» للشاب من أصول مهاجرة من ناحية النجاحات المهنيّة في السويد. بالنسبة لروبرت، فقد نجح أيضاً في مكان آخر له بعد أكثر شخصية، حيث كسر "أحد المحرمات" في مجتمعه بإعلانه بأنّه مثليّ الجنس، وبمواقفه النشطة لتجريم "عنف الشرف". لنتعرّف إلى روبرت.

آشوري سويدي

جاء والدا روبرت من العراق إلى السويد في بداية الثمانينيات هرباً من الحرب العراقية-الإيرانية. ولد روبرت وتربّى في يوتوبوري، ودرس المحاماة وتخصص في حقوق الإنسان، وهو اليوم نائب في الريكسداغ عن الليبراليين. لا يتحدّث روبرت العربية، فقد اعتاد التواصل مع أهله باستخدام الآشورية/الآراميّة فقط.

روبرت حنا لخاص “أكتر”

على الأفراد مسؤولية

عندما نقلنا إلى روبرت إحباط الكثيرين من جمهورنا من النظام السياسي السويدي وقدرته على حلّ المشاكل المتزايدة، مثل البطالة، والعنصرية، والتعليم، والرعاية الصحية...الخ لم يوافق الناس على هذا الإحباط.

أضاف بأنّه لا يعتقد بأنّ السياسيين قادرين على حلّ كلّ شيء، فبحسب ما قال: السويد بُنيت على المسؤولية الشخصية للأفراد، الاندماج وتعلّم اللغة وغيره، ولهذا يجب أن يكون الدافع الشخصي هو الأساس في سعي الفرد، خاصة أنّ دولة الرفاه السويدية تمنح الكثير من المساعدات والفرص.

وأقرّ روبرت بأنّ هذه المسائل شديدة الصعوبة، ويرى بأنّ هذه الصعوبة سببها النظام الذي بناه الاشتراكيون الديمقراطيون والذي لا يسمح للناس بالاندماج.

القيم السويدية

يرى روبرت بأنّ هناك قيماً سويدية لا يتمّ التركيز عليها، وبأنّ الأحزاب السياسية اليسارية تنكر وجودها أساساً، ما يجعل مسألة اندماج القادمين في صعبة حتّى من أساسها النظري.

عندما طلبنا من روبرت أن يحدد ما يعنيه بالقيم السويدية، ذكر لنا مثال المساواة وتقبّلها والعمل على أساسها، وكذلك اللغة وتعلمها، والقيم الأساسية غير القابلة للتفاوض على اتباعها، والتي يجب على الجميع – مهاجرين أم غير مهاجرين – اتباعها.

ويقول بأنّ من بين رفاقه الذين أدوا بشكل سيء في المدرسة كان أولئك الذين لم يتعلموا اللغة السويدية. وكما ضرب مثالاً: «الكثيرون ممّن جاؤوا إلى السويد لا يزالون يعيشون في عالم "الجزيرة" بينما عليهم الانتقال إلى عالم "التلفزيون السويدي"»، وهو الأمر الذي يجعل أبنائهم في السويد يعانون ويصبحون أقلّ اندماجاً.

يقول روبرت بأنّ هذا الوضع هو ما سمح لأحزاب مثل «SD» بالبروز والمطالبة بالاندماج على شكل "الامتصاص".

يرفض روبرت الاندماج عبر "الامتصاص الثقافي"، ويقول بأنّه سمّى ابنته على اسم آلهة شرقيّة، ويعلمها اللغة الآرامية، ويريدها أن تختار ما تريده من الثقافة دون الشعور بالاضطهاد، وأنّ والديه جاءا إلى السويد بحثاً عن الحريّة وليس "امتصاصهم". 

لهذا يدعو إلى إيجاد أرض وسط بين من ينكر وجود قيم سويدية يجب على المهاجرين اعتناقها، وبين من يريد امتصاصهم حتّى يندمجوا.

روبرت حنا لخاص “أكتر”

الليبراليون واليمينيون!

عندما سألنا روبرت عن كون دعمهم لحكومة بقيادة المودراتس (المحافظون)، قد يعني دعمهم لحكومة تضمّ الـSD اليمينيين، وأين القيم الليبرالية عندما يدعمون اليمين أجاب بما معناه:

نحن لسنا حزباً اشتراكياً ولهذا طبيعي أن نقف مع الأحزاب البرجوازية، وقد كنّا واضحين في عدم قبولنا لحكومة تضمّ اليمينيين. ولكن البرلمان السويدي معطّل لأنّ الأحزاب تحاول مقاطعة بعضها، مع أنّ جميع هذه الأحزاب وصلت عبر التصويت من الشعب، ولهذا لا يجب تجاهل أيّ حزب في البرلمان.

يختصر حنّا الأمر: نريد تشكيل حكومة مع المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين ولهذا علينا التفاوض مع "ديمقراطيو السويد"، ولكن لن نقبل بوجودهم في الحكومة.

آشوري ومثلي في الوقت ذاته

في 2013 أعلن روبرت بأنّه مثليّ الجنس، وبأنّه يريد أن يحافظ على انتمائه الثقافي الآشوري، وأن يكون في الوقت ذاته مثليّ الجنس. سألنا روبرت عمّا حدث بعد ذلك بالنسبة لعلاقته مع محيطه وعائلته.

قال روبرت بأنّه فعل ذلك لأنّه أراد كسر "المحرّمات" في محيطه ليعطي رسالة واضحة بأنّ من حقّ الجميع أن يكونوا مختلفين، وبأنّ من حقّه أن يكون شرق أوسطي وليبرالي ومثليّ الجنس وآشوري في آن واحد.

يتحدث روبرت عن نجاحه بإثارة جدال ونقاش حول الأمر. لا يهمّه أن يوافقه أحد ما أو يخالفه، فالذي ابتغاه هو إثارة موضوع للنقاش لم تتمّ إثارته من قبل ضمن دائرة المجتمع الآشوري السويدي.

يقول روبرت بأنّ السبب الآخر لإعلانه عن حقيقته هي أنّه سياسي، وأنّ عليه أن يكون حقيقياً كي يختاره الناس كلّ 4 أعوام كما هو على حقيقته، وأنّ هذا يجعله مختلفاً عن "المشاهير" الذين يعلنون مثليتهم الجنسيّة.

تجريم الشرف ليس كافياً!

روبرت من المناهضين البارزين لما يسمّى "عنف الشرف"، ويسعى من سنوات لتجريمه. عندما سألناه عمّا إن كان راضياً بالتشريع الجديد الذي سنّته الحكومة، فأجاب: ليس كافياً.

يريد روبرت إجراءات أخرى تمنع ظواهر مرتبطة "بعنف الشرف"، مثل تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات، وعمليات إعادة البكارة، وزيجات أبناء العمومة، و"سفر العقوبة" عندما يتمّ إعادة الأطفال إلى بلادهم، وخاصة الصومال وفقاً لروبرت، كعقاب على عدم إطاعتهم الأهل. 

يقول روبرت: أن نسمح لغير القانون السويدي بالانطباق في السويد يعني فشلنا كمجتمع. 

عندما سألنا روبرت بشكل محدد عن "حظر" زيجات أبناء العمومة، قال بأنّه حمل ثلاثة أحزاب حتى الآن على الموافقة على الأمر، وبأنّ النرويج أقرت هذا الحظر. وبأنّ هذا الأمر كان يحصل في السويد عندما كان المجتمع فلاحياً ولكن التطوّر يجب أن يمنع أن يكون عمّك هو حماك، وبأنّ هذه قواعد عشائرية تقوم على الوعد بتزويج الأطفال، ولهذا يجب الحفاظ على حقوق الأطفال وعدم السماح بحصول ذلك في السويد.

روبرت حنا لخاص “أكتر”

لا أريد أصواتهم!

نقلنا إلى روبرت شعور الكثيرين من الرجال الذين يراقبون تطورات القوانين في السويد، والذين خبروا العنصريّة ضدهم في أماكن العمل تبعاً لكونهم "متوحشين"، وكيف أنّ السويديين ينظرون إلى النساء المهاجرات على أنّهن "مضطهدات" على الدوام، وأنّ هذا يدفع الرجال إلى الشعور بالتمييز ضدهم.

يفهم روبرت هذا الشعور لدى الرجال الذين يأتون إلى السويد، ولكنّه يعتبره ضمن ما سمّاه "خطوات السطوة" حيث أنّ هذا الشعور يرافق الرجال الذين جاؤوا من الشرق الأوسط حيث للرجال سطوة على النساء، ليجدوا أنفسهم في السويد في مجتمع المساواة الذي فقدوا فيه سطوتهم. يعتبر روبرت بأنّ السويد متطورة في مسائل المساواة أكثر حتّى من بلدان أوروبية مثل ألمانيا.

عندما قلنا لروبرت ممازحين بأنّ الرجال الذين يشعرون بالتمييز لن يصوتوا له، كان واضحاً بالقول: لا أريد أصوات من لا يحملون القيم السويدية.

السويد أرض الفرص

يقول روبرت لجمهور "أكتر": السويد أرض الفرص، ولدينا نظام رفاه قوي لمساعدتكم فاغتنموه. لكن من مسؤوليتكم أيضاً أن تسعوا للاندماج.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©