السبب خلف إصرار السويديون والدنماركيون بالتحدث بلغاتهم مع بعضهم البعضهناك شيء غريب حول الطريقة التي يصر بها كل من الدنماركيون والسويديون بالتواصل مع بعضهم البعض باستخدام لغاتهم الخاصة، وفي الكثير من الأحيان ينتهي أمرهم بالإيماء والابتسام والتظاهر بفهم بعضهم البعض، لم لا يتحدثون الإنكليزية ببساطة؟إن الكثير من الدنماركيين في مالمو يضطرون إلى تكرار أنفسهم بشكل مستمر وغير مفهوم بالمقاطع اللفظية والتوقفات الزمنية التي يصدروها، على العكس من الحال التي تبدو في الفيلم الاسكندنافي The Bridge حيث تقوم المحققة السويدية ساغا نورين ونظيرها الدنماركي مارتين رودي بالتفاخر بلغاتهم الخاصة وفهم بعضهما البعض بشكل جيد لما يكفي لحل الجريمة.FotoJohan Nilsson/TTوالحقيقة أنه بغض النظر عن النوايا الحسنة التي يمتلكها كلاً من الطرفين إلا أن السويدية والدنماركية ليستا مفهومتين بشكل متبادل إلا بنسبة 50%، ووفقاً لدراسة أجرتها شارلوت جوسكينز في جامعة جرونينجن في عام 2017 فإن السويديين الذين قد استمعوا إلى الدنماركيين باختبار الوضوح حصلوا على 56% من الإجابات بشكل صحيح، في حين أن نظرائهم الدنماركيين حصلوا على 44% فقط.كما أوجدت دراسات أخرى بأن الدنماركيين بإمكانهم إجادة اللغة السويدية بشكل أسهل من السويديين الراغبين بتعلم الدنماركية، ومهما يكن فإن اللغتين متشابهتين بوضوح كالإيطالية والبرتغالية أو الإيطالية والإسبانية، وهما أقرب إلى أزواج لغوية كالسلوفاكية والبولندية أو السلوفينية والكرواتية، ولذلك فإن الإحساس بأن كل جانب يفهم نصف ما يقوله الآخر صحيح، ولكن لم يعد هناك لغة اسكندنافية، ولذا فإن السويدية والدنماركية لغتان مختلفتان تماماً، فلم لا نستخدم الإنكليزية من البداية؟ فعلى أي حال الأغلبية تعرفها.وفقاً لجوسكينز فإن السبب بالمقام الأول هو ثقافي، وقالت "في عالم تتزايد به العولمة، تصبح اللغة طريقة مهمة جداً للتأكيد على هويتنا المشتركة" ومحاولة التحدث بالاسكندنافية هي تعبير يشترك به السويديون والدنماركيون.وباقتراب هاتين اللغتين من بعضهما البعض فلا يستغرق الأمر سوى دورة تدريبية قصيرة أو فترة زمنية للعيش في بلد الآخر حتى يمكن تعزيز الوضوح المتبادل بشكل كبير ويصل إلى 100%.FotoJohan Nilsson/TTوتعتقد جوسكينز أنه بدلاً من الاستسلام والتحول إلى اللغة الإنكليزية، يجب على كل من السويديون والدنماركيون العمل بجهد أكبر لفهم بعضهم البعض بشكل أفضل، وتقول: "رغم أن الدنماركيون والسويديون لا يفهمون بعضم البعض بشكل جيد في البداية، أعتقد أن الأمر لا يحتاج سوى القليل من الجهد للتوصل إلى تفاهم متبادل، وهو أمر يستحق الجهد المبذول لجعل الشباب على اتصال ببعضهم البعض وأن يدركوا ويكونوا إيجابيين لفكرة التواصل بلغاتهم الاسكندنافية".