للمملكة المتحدة تجربة جيدة بمحاربة الوحدة ربما تستفيد منها السويد
يقول واحد من كل خمسة رجال، وواحدة من كل عشرة نساء، بأنه لا يمتلك صديقاً مقرباً، ويقترح بعض الخبراء بأنه قد حان الوقت لاتباع نموذج المملكة المتحدة بإدخال النشاط الاجتماعي كوصفة طبية في جميع المراكز الطبية.
آخر الأخبار
وقد نشرت السويد مؤخراً إحصائيات جديدة حول الشعور بالوحدة اللاإرادية في السويد، وهذه هي المرة الأولى من 8 سنوات التي تطرح بها هيئة الإحصاء السويدية أسئلة حول الشعور بالوحدة في مسحها الشامل لظروف المعيشة، وقد كانت النتيجة مروعة.
وتعد الوحدة من أسوأ الأشياء بالنسبة لكبار السنة، فكل واحد من 10 أشخاص يبلغ من العمر 80 عاماً أو أكثر يعاني منها، وهناك الكثير من الشباب الذين يشعرون بها أيضاً، فيقول أكثر من 8% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً بأنهم شعروا بالوحدة في معظم الوقت أو خلال الأسابيع الأربعة الماضية على الأقل، ويقول البعض بأن الوباء قد أدى إلى الشعور بالمزيد من الوحدة إلا أن المشكلة ليست جديدة.
نشر مركز أبحاث Arena Ideal في شهر آذار/مارس 2020 تقريراً بعنوان "الوحدة تقتل – حول الشعور بالوحدة اللاإرادية في السويد" ويستند إلى بحث سويدية وأوروبي حول الشعور بالوحدة اللاإرادية بالإضافة إلى مقابلات مع أشخاص يرون ويحاولون مواجهة الشعور بهذه الوحدة، ويؤكد التقرير على أن الوحدة هو أمر غير طوعي، بل هو مشكلة صحية عامة ورئيسية في السويد.
وقد أظهرت الباحثة الأمريكي جوليان هولن لونستاد بأن المجتمع النشط (الذين يكون أفراده اجتماعيين) يمتلك تأثيراً أكبر على فرص الناس خلال حياتهم الطويلة أكثر من أي إجراء وقائي آخر، كممارسة الرياضة أو الإقلاع عن التدخين أو الحد من استهلاك الكحول المفرط.
ويمكن أن تسبب الوحدة أمراضاً جسدية وعقلية وتفاقمها، وغالباً ما ترتبط بمشكلات اجتماعية كالإدمان أو أية أنماط أخرى مدمرة، وتبين تجارب أولئك الذين حاولوا الخروج من وحدتهم اللاإرادية بأنهم يتأثرون ويقدرون الأسئلة الموجهة لهم أو أية مساعدة تقدم لهم.
ويؤدي غض النظر عن عواقب الوحدة إلى معاناة أفراد كثر من تكاليف اجتماعية عالية ويصنع ضغوطاً كبيرة على العاملين في مجال الرعاية الصحية والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم ممن هم مضطرون بالغالب إلى التعامل مع عواقب الوحدة بنشاطهم المهني.
وحينما بدأت مدينة فروم الإنكليزية بالعمل نحو تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الناس، بما في ذلك ما وصفته بـ "الوصفات الاجتماعية" الطبية، تحسنت الصحة في جميع الفئات العمرية، وانخفض عدد زيارات الرعاية الصحية بحالات الطوارئ بنسبة 15% وهي نتيجة لم ينجح بها أي أحد من قبل.