أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من مختلف دول العالم، ردود فعل واسعة في الأسواق العالمية، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية مباشرة على الاقتصاد السويدي. ثلاث شخصيات اقتصادية بارزة في السويد قدّمت تقييمها لكيفية تأثير هذه الرسوم على الأسر والأسواق المحلية. تأثير مباشر على القدرة الشرائية أوضحت فريدا برات، الخبيرة الاقتصادية في «نوردنت»، أنّ الرسوم الجمركية قد تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد السويدي، موضحة أن اعتماد السويد على الاقتصاد الأمريكي كقوة عالمية يجعل من تبعات هذه الإجراءات أمراً ملموساً على الوظائف والقدرة الشرائية. أما الاقتصادي في "Dahlgren Capital"، كلاس إكلوند، فاعتبر أن التأثير سيتحدد برد فعل الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أنه في حال الرد برسوم مضادة، فإن الأسعار سترتفع في السويد، ما يعني انخفاضاً في القدرة الشرائية. من جهته، حذر الخبير الاقتصادي المستقل كلاس همبرغ من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع عالمي جديد في معدلات التضخم، رغم إمكانية ظهور آثار جانبية إيجابية، مثل انخفاض أسعار بعض المنتجات الأوروبية في السوق المحلية نتيجة وقف تصديرها إلى الولايات المتحدة. اقرأ أيضاً: رسالة من السويد إلى واشنطن: «لن نقف مكتوفي الأيدي» سوق الأسهم تحت الضغط وعن تأثير القرارات الجديدة على سوق الأسهم، رأت برات أن على المستثمرين الاستعداد لتقلبات حادة على المدى القصير، مشددة على أهمية تنويع الاستثمارات وعدم التصرف بدافع الذعر. في السياق ذاته، أكد إكلوند أن الغموض السياسي والاقتصادي سيؤدي إلى حالة هشاشة في الأسواق، متوقعاً تراجعاً في البورصات. بدوره، شدد همبرغ على ضرورة فصل الأموال قصيرة الأجل، مثل المدخرات الصيفية، عن الاستثمارات طويلة الأجل في البورصة، مشيراً إلى أن التقلبات الحالية لا يجب أن تقلق من يخطط للتقاعد خلال 30 أو 40 سنة. اقرأ أيضاً: ترامب يعلن عن «رسوم انتقامية» ضد دول العالم... والسويد ترد تأثير متفاوت على المعاشات وحول أثر الرسوم على المعاشات التقاعدية، أوضحت برات أن المعاشات العامة قد تتأثر بفعل الركود المحتمل، بينما ستتأثر المعاشات التكميلية والخاصة بشكل مباشر بتراجع الأسواق. إكلوند أشار إلى أن تراجع قيمة صناديق التقاعد نتيجة انخفاض الأسواق العالمية يعني خسائر محتملة للمعاشات المستقبلية، وإن كانت صعبة التقدير حاليًا. أما همبرغ فرأى أن المعاشات الطويلة الأجل لن تتأثر حالياً، بينما الأهم هو التركيز على نمو الأجور لتعويض تراجع القوة الشرائية. ضغوط متوقعة على الشركات السويدية وبشأن الأثر المتوقع على الشركات السويدية، قالت برات إن تأثير الرسوم سيكون غير مباشر، لا سيما أن السوق الأمريكية مؤثرة في ألمانيا، التي تعد من أكبر الشركاء التجاريين للسويد. في حين أشار إكلوند إلى أن الشركات السويدية ستواجه صعوبات في تصدير منتجاتها إلى أمريكا، ما قد يؤثر على وظائف في قطاع التصدير. ورغم تقليله من حجم الصادرات السويدية المباشرة لأمريكا، لفت همبرغ إلى أهمية تعافي قيمة الكرونة السويدية في تقليل التأثيرات السلبية. كما رجح أن تتجه السويد نحو تعزيز علاقاتها التجارية مع الصين التي وصفها بأنها أكثر "طموحاً" مقارنة بالولايات المتحدة التي تنتهج حالياً سياسات "انكفائية".