في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية وتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تشهد الأسواق المالية اضطراباً واضحاً، مما ينعكس على مدخرات الأفراد، لا سيما المعاشات التقاعدية. وتقول فريدا برات، الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في شؤون الادخار لدى Nordnet، إن «الاضطراب الحالي في الأسواق يؤثر بشكل مباشر على مدخراتنا – وقد يمتد تأثيره إلى معاشاتنا أيضاً»، مضيفةً أن الاحتفاظ بالهدوء وعدم التفاعل العاطفي مع تقلبات السوق هو المفتاح، وتوصي بما تسميه «طريقة النعامة». ينقسم نظام التقاعد في السويد إلى ثلاثة مكونات: المعاش الوطني العام المعاش المهني (الخدمة) الادخار التقاعدي الخاص وتوضح برات أن الجزء الأكبر من المعاش الوطني لا يتأثر مباشرة بتقلبات البورصة، بل يتبع الحالة العامة للاقتصاد. أما الجزء الأكثر تأثراً فهو المعاش القائم على الأسهم (Premiepension)، الذي يتيح للمدخر اختيار الصناديق الاستثمارية بنفسه، أو البقاء في الصندوق الافتراضي العالمي. «لا تفتح التطبيق!» وتقول برات في تصريح لبرنامج Nyhetsmorgon: «من الأفضل في بعض الأحيان ألا تتابع مدخراتك التقاعدية يومياً. إذا كان ذلك يسبب لك القلق، فابتعد. تجاهل الأمر مؤقتاً. فالتقاعد هو هدف بعيد الأمد». وتضيف أن "طريقة النعامة" – أي دفن الرأس في الرمل وتجاهل مؤقت للتقلبات – قد تكون مفيدة نفسياً للعديد من الناس. متى يجب تغيير استراتيجيتك؟ تؤكد برات أن قرار "الجلوس في القارب" وعدم اتخاذ إجراء يعتمد على "نوع القارب" الذي تجلس فيه، موضحة: «إذا كانت محفظتك موزعة بشكل جيد بين مناطق وقطاعات مختلفة، فإنك في قارب متين ويمكنك الثبات». وبالنسبة لأولئك الذين لديهم معاش مهني على شكل تأمين صندوقي (fondförsäkring)، خاصة المولودين بعد السبعينات، فإن عليهم اختيار الصناديق بعناية، بنفس الطريقة التي يتم بها التعامل مع المعاش الاستثماري. توصي برات من يقترب من سن الـ55 عاماً بالتحول تدريجياً نحو صناديق الدخل الثابت (räntefonder)، لتقليل التأثر بالتقلبات. وتشدّد أيضاً على أهمية اختيار الصناديق ذات الرسوم المنخفضة، لما لها من تأثير كبير على العوائد طويلة الأجل.