يواجه القضاء السويدي قضية صادمة تتعلق بأم تركت طفلها البالغ من العمر 18 شهرًا وحيدًا في سريره لمدة يوم كامل، دون طعام أو ماء. في الوقت نفسه، عُثر على الأم في حالة سكر شديد في مدينة أخرى بحسب ما أفادت صحيفة افتونبلاديت. من المقرر أن تبدأ محاكمتها يوم الجمعة، حيث تُتهم بتعريض طفلها للخطر، الاعتداء الجسيم، والاحتجاز غير القانوني. اكتشاف الطفل وإنقاذه في مساء يوم الإثنين 18 ديسمبر 2023، توجه شرطيان إلى منزل في أوبسالا بعد تلقي بلاغ يفيد بأن الطفل كان وحيدًا في المنزل منذ مساء الأحد. كانا يخشيان الأسوأ، خاصة بعد مرور أكثر من 24 ساعة على آخر مرة شوهد فيها الطفل. عند وصولهما، كسر أحد الضباط النافذة للدخول إلى المنزل المظلم والصامت. تسلق أحدهما الدرج بسرعة وفتح باب إحدى الغرف، بينما سمع زميله صوته وهو يقول بلطف: "مرحبًا". عندما لحق به الضابط الآخر، وجد زميله يحمل الطفل بين ذراعيه. كان الطفل على قيد الحياة. الأم كانت في حالة سكر في مدينة أخرى قبل ساعات قليلة من العثور على الطفل، استُدعيت الشرطة إلى محطة وقود في سولنا بعد بلاغ عن امرأة في الأربعينيات من عمرها بدت في حالة سكر شديد. في البداية، رفضت الكشف عن هويتها وكانت بالكاد قادرة على التحدث. لاحقًا، اعترفت أن لديها طفلًا وحيدًا في المنزل. عند العثور عليه، كان الطفل جالسًا في سريره منذ ما لا يقل عن 24 ساعة، مرتديًا حفاضة ممتلئة، بلا طعام أو ماء. كانت الغرفة خانقة وتفوح منها رائحة البول، وعندما أُعطي الماء واليوسفي، التهمهما بشراهة. ارتبط الطفل بشكل خاص بالشرطية التي قامت بتغيير حفاضته ومنحته الماء، ورافقته في سيارة الإسعاف إلى المستشفى، حيث تأكد الأطباء من أنه كان يعاني من الجفاف لكنه نجا دون أضرار جسدية كبيرة. تهم جنائية وعقوبة محتملة بالسجن تواجه الأم تهمًا خطيرة تشمل تعريض طفلها للخطر، الاعتداء الجسيم، والاحتجاز غير القانوني. وفقًا للائحة الاتهام، وضعت طفلها في سريره وأغلقت باب المنزل من الخارج قبل أن تتوجه إلى ستوكهولم، حيث التقت بصديق وذهبا معًا إلى حانة، ثم واصلا السهرة في نادٍ ليلي. لم يتم العثور عليها إلا في الساعة 15:30 من يوم الاثنين، وهي في حالة سكر شديد داخل محطة وقود في سولنا. عندما فتشت الشرطة المنزل، وجدت هاتفًا مزودًا بكاميرا مراقبة للأطفال في غرفة الطفل، وكان الجهاز يعمل طوال تلك الفترة، ما يؤكد أن الطفل تُرك بمفرده لمدة 24 ساعة على الأقل. أكد الضباط الذين كانوا في الموقع أنه لو لم يتم احتجاز الأم بسبب سكرها، لكان الطفل قد ظل وحيدًا لفترة أطول، وربما لم يكن لينجو. في التحقيقات، أبدت الأم ندمًا شديدًا وقالت إنها لم تكن تنوي ترك طفلها وحيدًا لهذه المدة. لكنها رغم ذلك تنفي ارتكاب جريمة. صرّحت المدعية العامة كارين كوتشي بأن هذه القضية من أكثر القضايا التي واجهتها غرابة، قائلة: "لم أتعامل مع حالة مماثلة من قبل، حيث يتم ترك طفل لفترة طويلة كهذه". وأضافت أنها ستطالب بعقوبة السجن للأم، مشيرة إلى أن الأدلة قوية جدًا وأن الأم أقرت بالوقائع رغم إنكارها ارتكاب أي جريمة. وفقًا للقانون السويدي، تبدأ عقوبة الاعتداء الجسيم من السجن لمدة عام ونصف على الأقل، لكن كوتشي تعتقد أن الحكم يجب أن يكون أشد من ذلك. الطفل في رعاية أسرية والمحاكمة تبدأ الجمعة منذ الحادثة، تم نقل الطفل إلى عائلة حاضنة، ولم يتم الكشف عن مستقبله القانوني بعد. رفض محامي الطفل بيتر نوردستروم التعليق على القضية، بينما لم تتمكن صحيفة أفتونبلادت من الحصول على رد من محامية الأم. المحاكمة ستبدأ يوم الجمعة في محكمة أوبسالا الابتدائية.