أعلنت المفوضية الأوروبية عن مقترح جديد يهدف إلى تعزيز عمليات الترحيل من الاتحاد الأوروبي، يتضمن إنشاء ما يُسمى بـ«مراكز العودة» في دول خارج الاتحاد، حيث سيتم تجميع المهاجرين الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل. الخطوة، التي تأتي في ظل ضغوط متزايدة من الدول الأعضاء بشأن قلة أعداد المرحلين، أثارت انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان. مقترح جديد لمعالجة أزمة الترحيل يُعد هذا المقترح، الذي قُدم يوم الثلاثاء، أحد أهم المبادرات التي تطرحها المفوضية الأوروبية الجديدة، إذ يأتي استجابةً لمخاوف عدد من الدول الأعضاء بشأن تزايد أعداد المهاجرين غير القادرين على مغادرة الاتحاد الأوروبي، رغم صدور قرارات ترحيل بحقهم. في مؤتمر صحفي عقد في ستراسبورغ، شدد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة والشؤون الداخلية، ماغنوس برونر، على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لمعالجة هذه المشكلة، قائلًا: "لا يمكننا الاستمرار في العمل بالنظام الحالي. واحد فقط من بين كل خمسة مهاجرين صدر بحقه قرار ترحيل يغادر بالفعل. هذا الوضع غير مقبول، ومجتمعاتنا لن تتسامح معه." يتضمن المقترح عدة نقاط رئيسية، من بينها: أمر ترحيل أوروبي موحد يسهل على الدول الأعضاء تنفيذ قرارات الترحيل. تنسيق أوضح بين الدول الأعضاء بشأن كيفية تنفيذ عمليات الترحيل والحقوق والواجبات المترتبة على الأشخاص المرحلين. إمكانية إرسال المهاجرين المرفوضين إلى مراكز خارج الاتحاد الأوروبي، حيث يمكنهم البقاء هناك إلى حين ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. تدابير صارمة ضد المهاجرين الذين يشكلون تهديدًا أمنيًا، مما قد يسمح باتخاذ إجراءات إجبارية ضدهم. السويد تؤيد الاقتراح وتطالب بتجريبه رحّب وزير الهجرة السويدي، يوهان فورسيل، بالمقترح، معتبرًا أنه قد يكون خطوة مهمة لحل مشكلة ترحيل المهاجرين. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السويدية: "لا يمكننا الاستمرار بنفس النهج السابق. الأهم الآن هو الانتقال من الأقوال إلى الأفعال وتجربة هذا الحل كخطوة أولى." رغم تأكيد المفوضية الأوروبية أن هذه المراكز ستعمل وفقًا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، وأنها لن تستقبل القُصّر غير المصحوبين بذويهم، إلا أن الانتقادات لم تتأخر. منظمة العفو الدولية وصفت المقترح بأنه "تراجع خطير في معايير حقوق الإنسان"، مؤكدة أن تجارب مماثلة في السابق أدت إلى انتهاكات جسيمة بحق المهاجرين. من جانبها، انتقدت النائبة في البرلمان الأوروبي، أليس باه كونكه، المقترح بشدة، قائلةً: "هذه خطوة تهدف فقط إلى إرضاء اليمين المتطرف. جميع المحاولات السابقة لإنشاء مثل هذه المراكز باءت بالفشل وانتهت بكوارث إنسانية."