بونتوس بودلسون Pontus Bodelsson هو أحد رواد الأعمال السويديين شديدي الشهرة بسبب ما حققه من نجاح كمدير تنفيذي ومؤسس أعمال، وبفضل كتبه ومحاضراته في كيفيّة إدارة الأعمال والطريقة المثلى لإنجاحها. تواصلتُ مع بونتوس في محاولة لأنقل لكم من فم الخبير خلاصة تجربته وأفكاره، ومناقشة إن كانت تتناسب مع ثقافتنا
لنتعرّف على بونتوس أولاً وما الذي يجعله مؤهلاً لإعطاء النصائح: شغل بونتوس منصب المدير التنفيذي لكلّ من كارنوف غروب Karnov Group، وسيدسفينسكان وهلسنبوري داغبلاد، وكذلك الموسوعة الوطنية. كما عمل قبل ذلك كمستشار قانوني واقتصادي في كلّ من وكالة MOR، وإيكيا، وشركة الأبحاث QuickWise التي ساهم في إنشائها. وقبل ذلك مديراً عاماً لكارنفال لوندا. نشر بونتوس بودلسون في 2012 كتابه Management by Glädje والذي يتعامل مع مشاكل الإدارة ومدى أهمية إجراء التغييرات في بيئات العمل. ثمّ في 2018 نشر كتاباً ناجحاً آخر هو «أفضل 79 خطأ لي» والذي يتحدث عن أهمية التعلّم من الخطأ والاعتراف به في بيئة العمل. حصل بونتوس في 2013 على جائزة الجزرة Carrot award على أعماله لتضاف إلى مجموعة كبيرة من الجوائز الذي حصل عليها منذ 2002 مثل أنجح قائد في سكونه.
آخر الأخبار
بناء الثقة
يرى بونتوس بأنّ أحد أهمّ عوامل نجاح الإدارة هي الاستثمار في بناء الثقة. عندما سألتُ بونتوس عن الكيفية التي يتمّ فيها بناء الثقة، أعطاني مثالاً قيام المدير بإشراك جميع الموظفين في صياغة الأهداف الاستراتيجية.
لكن بالنسبة لي بدا الأمر جميلاً من الناحية النظرية، ولكن هل يمكن تطبيقه عملياً. سألتُ بونتوس إن كان بالإمكان بالفعل إشراك جميع الموظفين في مثل هذا النشاط فأجاب: «إنّ إشراك أكبر عدد ممكن من الزملاء هو إحدى الطرق المفيدة لبناء الثقة والاستعداد لتنفيذ الاستراتيجية. قد يكون إشراك الجميع في عملية تطوير الاستراتيجية أمراً صعباً بالفعل، ولكن على الأقل استثمار الوقت بحيث يعطي الجميع فرصة للتعرف على الاستراتيجية وفهمها حقاً».
الاعتراف بالخطأ
يقول بونتوس: القيادة الجيدة تعني أيضاً أن تملك الجرأة لتسليط الضوء على إخفاقاتك والتحدث عنها. قال بونتوس في أحد المرات معلقاً على كتابه «أفضل 79 خطأ لي» بأنّه كان ينوي أن يجعلها 128 خطأ، ولكنّ ناشر الكتاب نصحه بتقليصها كي لا يصبح الكتاب سميكاً. قال بونتوس لي بهذا الخصوص: «من بين الأشياء الإيجابية في الاعتراف بالخطأ هو قدرتها على خلق جو من الثقة والتعلّم في العمل».
رغم أنني أجد نصيحة بونتوس مفيدة وهامّة، وتتوافق مع ما ذُكر في الثقافة العربية من أنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة، إلّا أنني لم أتمكن من معرفة الحدّ الذي يجب الوقوف عنده ليتحول الاعتراف بالخطأ من الفضيلة إلى الهروب، ولهذا وجهت هذا السؤال لبونتوس، فأجاب: «ما نوع الأخطاء التي يجب أن تعترف بها هو سؤال مثير للاهتمام، وهو يعتمد إلى حدّ كبير على شيئين: حدود الثقافة التنظيمية السائدة ومدى شجاعتك في الاعتراف بأخطائك».
العقبات الخارجية
لطالما كان لديّ مشكلة مع الذين ينشرون كتب نصائح من تجاربهم، وخاصة الناجحون منهم. فكيف لهؤلاء أن يعلموا ما هي العقبات الخارجية التي تقف في وجه نجاح مؤسسة أو منظمة أخرى؟ ولهذا حاولت أن أكون بسيطاً عندما سألتُ بونتوس: «كيف يمكن للمدراء والقادة أن يتغلبوا على العقبات الخارجية التي تهدد استمرارية العمل؟».
كانت إجابة بونتوس واسعة، وله الحقّ في ذلك. حيث قال: «الإجابة تعتمد على الحالة التي يواجهها، ولكن في العموم هناك الكثير ممّا يمكن عمله ويعتمد على مدى التزام وتفاني المدير والموظفين».
الحدود الثقافية
ليس هناك داعٍ لنشرح بأنّ الثقافات المختلفة تؤثر على الأعمال وطريقة إدارتها. فهل يا ترى يمكن لبونتوس أو غيره من المدراء ورواد الأعمال أن يعطونا نصائح تتناسب مع طريقتنا وثقافتنا في إدارة الأعمال؟
يرى بونتوس بأنّ نصائحه عامة ولا حدود ثقافية لها. فيقول على سبيل المثال: «جميع الثقافات المؤسساتية الخاصة بالأعمال لديها مشكلة في قيام مدراءها بالاعتراف بشكل علني بأخطائهم، وهذا لا يقتصر على ثقافة دون غيرها» وبالتالي فنتائجه لا تقتصر على ثقافة دون غيرها.
أردتُ من بونتوس في الختام أن يوجه نصيحة خاصة بجمهور أكتر بحيث تأخذ خصوصيته كمهاجرين عرب في أوروبا في الحسبان، لكنّ بونتوس رأى بأنّ نصائحه جميعها تتلاءم معنا، ولذلك فاقتراحاته ونصائحه عامة ولا داعي لتخصيصها.