أخبار السويد

خلط حول كلمة لعضو تناسلي يبرأ رجلاً من الاغتصاب في السويد

خلط حول كلمة لعضو تناسلي يبرأ رجلاً من الاغتصاب في السويد image

راما ملوك

أخر تحديث

Aa

براءة رجل من تهمة الاغتصاب

Foto: TT- domstol

أثار قرار محكمة استئناف سويدية جدلاً واسعاً بعد قرار براءة رجل، يبلغ من العمر 50 عاماً، من اغتصاب فتاة عمرها 10 سنوات، لأن المحكمة لم تكن متأكدة من كيفية تفسير كلمة "snippa" التي تعني الأعضاء التناسلية الأنثوية في اللهجة السويدية المحكية.

وفقاً لكلمات المدعي العام أن الرجل "قام بإدخال يده داخل السروال القصير والملابس الداخلية للمدعية، ممسكاً بيده على الأعضاء التناسلية الأنثوية "snippa" للمدعية وإدخال إصبع فيه، وأنه قام بعمل "جنسي" مع الفتاة.

بدوره نفى الرجل تلك المزاعم، لكن المحكمة وجدت أن شهادة الفتاة ذات مصداقية، مدعومة بحقيقة أنها أبلغت والدتها بالحادث في طريقها إلى المنزل، وحكمت عليه بالسجن 3 سنوات عام 2012.

إلى جانب ذلك اتفقت محكمة الاستئناف بشكل عام مع محكمة المقاطعة، ووجدت أنه ثبت أن الرجل قد لمس الفتاة بين ساقيها ووضع إصبعه في الأعضاء التناسلية الأنثوية "snippa" للفتاة، وفقاً لحكم المحكمة.

من أين أتت كلمة "snippa" في السويد؟

اخترع المعلمون كلمة Snippa في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي كلمة صديقة للأطفال تشير إلى الأعضاء التناسلية، ففي ذلك الوقت افتقرت اللغة السويدية إلى كلمة تشير إلى الأعضاء التناسلية الأنثوية التي لم تكن جنسية أو طبية بشكل مفرط، وانتشرت بسرعة وأضيفت إلى القاموس عام 2006.

جدال القضاة حول القضية: اغتصاب أم تحرش؟

أصبحت القضية شائكة حين جادل 4 من قضاة محكمة الاستئناف، بأنه لم يكن واضحاً ما الذي تعنيه الفتاة بكلمة "snippa"، وإلى أي مدى بالضبط أدخل الرجل إصبعه، وبعد رجوعهم إلى القاموس، وجدوا إلى أن "snippa" يشير إلى الأجزاء الخارجية من الأعضاء التناسلية، أي "الفرج" وأنه ليس مرادفاً للمهبل، الذي يوصف في القواميس بأنه "قناة تربط الأعضاء التناسلية الخارجية بالرحم".

بدورها قالت الفتاة إن إصبعه كان "بعيداً للداخل" لكنها لم تستطع أن تشرح بالضبط إلى أي مدى، لذلك وجدت المحكمة أنه لا يمكنها إثبات بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل أدخل إصبعه في مهبلها بدلاً من فرجها، وهو شرط لتصنيفه على أنه اغتصاب.

يضاف إلى ذلك، ولأن المدعي العام وجّه الاتهام للرجل بالاغتصاب فقط، لم تستطع محكمة الاستئناف النظر في جرائم أخرى من الدرجة الأدنى مثل الاعتداء الجنسي أو التحرّش، وعارضت قاضية واحدة ذلك.

احتجاجات على قرار براءة الرجل من تهمة الاغتصاب

في ضوء ذلك بدأت المؤثرة النسوية كارولين سفيليد Caroline Svelid حملة على إنستغرام للاحتجاج على الحكم، مستخدمة الهاشتاغ # jagvetvadensnippaär أي "أعرف ما هو snippa"، وتمت مشاركته آلاف المرات وكان رائجاً على تويتر Twitter يوم الاثنين 27 فبراير/ شباط 2023.

بالإضافة إلى ذلك قالت القاضية المعارضة إن الفتاة أوضحت كيف حدث ذلك وأنه لا يمكن تفسير ذلك بأي طريقة أخرى غير أن الرجل اخترق فرجها، كما ذكر قاضٍ آخر آكي ثيمفورز Åke Thimfors إن المدعي العام لم يقدّم أدلة كافية لإدانة الرجل، وقال للتلفزيون السويدي SVT: «لم يكن من الواضح ما هو المقصود بكلمة "snippa. ولم يتم إعطاؤها سؤال متابعة واضحاً حول ما كانت تقصده أو ستصفه. لقد حصلنا على هذه الكلمات فقط ومن المهم إذن كيفية تفسيرها».

من جهة أخرى ذكر الكاتب في صحيفة Aftonbladet أويسين كانتويل Oisín Cantwell، أن ذلك "أكثر الأحكام غرابة" التي قرأها على الإطلاق، وأن "snippa" كلمة حديثة نسبياً وأن القضاة الأربعة الذين صوّتوا لتبرئة الرجل من تهمة الاغتصاب كانوا جميعاً من الذكور بمتوسط سن 66 عاماً، في حين أن القاضي المخالف الوحيد كانت امرأة.

في موازاة ذلك، لم تتمكّن وزيرة المساواة السويدية بولينا براندبرغ Paulina Brandberg، وهي مدّعية عامة سابقة، من التعليق على القضية المحددة عندما اتصلت بها محطة TV4، حيث «ليس من المفترض أن يتدخل وزراء الحكومة السويدية في المحاكم المستقلة». لكنها قالت إنها أدركت ارتباك القضاة بشأن كلمة شائعة ظاهرياً منذ أن كانت مدعية عامة، وقالت: «لاحظت وجود فجوة بين الأجيال وأننا تعيش في عوالم مختلفة».

Foto :Hallandsposten  - وزيرة المساواة السويدية بولينا براندبرغ Paulina Brandberg 

قرار المحكمة بشأن براءة رجل من تهمة الاغتصاب

لم يتبقَ أمام المدعي العام سوى خيار واحد، وهو الاستئناف أمام المحكمة العليا في السويد، وهي أعلى محكمة في البلاد، وإذا اختارت المحكمة العليا النظر في القضية، فلن يكون دورها هو تقييم الأدلة، وهو ما تم القيام به بالفعل بل الفحص، على سبيل المثال كيف تعاملت محكمة الاستئناف مع حقيقة أنها لم تكن متأكدة من كيفية تفسير كلام الفتاة.

في سياق متصل، أخبرت أستاذة القانون في جامعة ستوكهولم آنا كالدال Anna Kaldal وكالة الأنباء السويدية TT أن محكمة الاستئناف فشلت في محاولة التأكد مما تعنيه الفتاة بـ "snippa"، وقالت: «كان من الممكن أن يتم استجواب الفتاة مرةً أخرى، أو استدعاء طبيب نفساني للأطفال معتاد على كيفية استخدام الأطفال للكلمات».

الجدير بالذكر أنه يمكن للمحكمة العليا إعادة القضية إلى محكمة الاستئناف من أجل إعادة المحاكمة، إذا قررت النظر في القضية ووجدت أن محكمة الاستئناف لم تتخذ الخطوات المناسبة لفهم الفتاة، على سبيل المثال الاستماع إلى الفتاة خ أخرى، أو استدعاء خبير.

اقرأ ايضا

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©