كشف برنامج "أوبدراج جرانسكنينج Uppdrag Granskning" السويدي عن الحقائق القاسية التي تحدث داخل عالم صناعة الدواجن في السويد، مسلطاً الضوء على معاناة الدواجن والتي تتضح في مقاطع فيديو مصورة تُظهر طيور مشوهة تتغذى على بعضها البعض.التقرير يكشف عن واقع قاسٍ ومفزع، حيث تُظهر اللقطات المصورة داخل إحدى المنشآت المغلقة في مقاطعة سكونه السويدية، الدواجن وهي في حالة يرثى لها، تأكل بعضها بعضاً وهي حية. وقد أفاد العلماء بأن هذا السلوك العدائي غير الطبيعي قد يكون ناتجاً عن الإجهاد الشديد والجوع.تعقيباً على ذلك، قال البروفيسور بير ينسن، الأستاذ في علم الحيوان بجامعة لينشوبينغ: "هذه ربما أكبر مشكلة تتعلق برعاية الحيوان في كافة قطاعات تربية الحيوانات"، وأضاف: "إنه أمر فظيع، لا يجب أن تكون الأمور هكذا".فضائح داخل منشآت سكونهلم تقتصر الفضائح على ما سبق فحسب، بل تمكن البرنامج من كشف تورط شركة "أفياجن Aviagen"، العملاقة العالمية في مجال تربية الدواجن، في اتباع أساليب مخالفة للقانون وغير إنسانية في إعدام الدجاج.وتمكن البرنامج من الحصول على مقاطع فيديو، تم تصويرها سراً من قبل ناشط في مجال حقوق الحيوان، وهي تُظهر بوضوح مشاهد صادمة ووحشية لأساليب الإعدام التي تُمارس بداخل أروقة الشركة، حيث يظهر في أحد المقاطع موظف يمسك بقوة برأس دجاجة، ويلويه بعنف حتى تفارق الحياة، في حين يُبرز مقطع آخر مشهداً مروعاً لموظف آخر يستخدم قدمه للضغط بقسوة على رأس دجاجة أخرى.وعندما طلب طاقم البرنامج تصوير أي من المنشآت الثلاث عشرة التي تمتلكها الشركة في مقاطعة سكونه، رفضت الشركة رفضاً تاماً، معتمدة في ذلك على مبررات تتعلق بالوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة العامة.وعلى إثر نشر التقرير وتداعياته، سرعان ما أصدرت الشركة بياناً رسمياً أعلنت فيه عن إجبار الرئيس التنفيذي للشركة، الذي خدم في هذا المنصب لمدة طويلة قاربت الثلاثين عاماً، على ترك منصبه.وعلى الرغم من الجدل الذي أثاره التقرير، فقد فضلت منظمة "سفينسك فوغل Svensk Fågel"، التي تُعتبر الممثل الرسمي لصناعة الدواجن في السويد، الامتناع عن التعقيب على محتوى التقرير. وفي هذا السياق، صرحت ماريا دونيس، الرئيس التنفيذي للمنظمة، قائلة: "بشكل عام، تعيش الحيوانات في السويد بظروف ممتازة".سلالة (روس 308) الرائجة في السويديُذكر أن 99% من الدجاج المباع في السويد ينتمي إلى سلالة (روس 308)، وهي سلالة تم تطويرها لتنمو بسرعة فائقة، بحيث يمكن ذبحها بعد 35 يوماً فقط من الفقس. ومع ذلك، فإن هذه الجينات سريعة النمو تتسبب في مشكلات خطيرة للدجاج الأمهات، حيث يتعين عليهن العيش لمدة 400 يوم، مع الاقتصار على كمية قليلة جداً من الطعام لمنعهن من النمو.وقد حذر علماء أوروبيون من المشكلات التي تنطوي عليها طرق الإنتاج مع سلالة (روس 308) أو ما يسمى بـ "دجاج التسمين". وانتقلت العديد من الدول إلى تبني سلالات الدجاج التي تنمو ببطء أكثر، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان يجب على السويد إعادة النظر في ممارساتها لضمان حماية الحيوانات بشكل أفضل.[READ_MORE]