كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة "نيو كيرتن" الأسترالية أنّ الكلاب تترك تأثيرات بيئية أكبر مما يعتقده كثيرون، بدءاً من إزعاج الحيوانات البرية إلى تلويث المياه، فضلاً عن البصمة الكربونية الكبيرة الناتجة عن طعامها. وأوضحت الدراسة أن حتى الكلاب المربوطة يمكن أن تزعج الحياة البرية في الطبيعة، إذ تخلّف روائحها، وبولها، وبرازها، تأثيراً يستمر حتى بعد مغادرتها المكان. وقال البروفيسور بيل باتيمان، الذي قاد فريق البحث، في بيان صحفي: "إضافة إلى مطاردة الكلاب للحيوانات البرية، فإنها تترك خلفها روائح وبقايا تؤثر على الحيوانات لفترات طويلة". وأضاف أن دراسات أمريكية أظهرت أن الغزلان والثعالب والوشق، على سبيل المثال، تصبح أقل نشاطاً أو تتجنّب المناطق التي تُنزه فيها الكلاب بانتظام، حتى في غياب الكلاب. تلويث المجاري المائية ولا يقتصر الضرر على الحيوانات البرية، إذ أشارت الدراسة إلى أن براز الكلاب يسهم في تلويث المجاري المائية ويؤثر على الحياة النباتية. كما أن الأدوية البيطرية، بما في ذلك تلك المستخدمة لمكافحة الطفيليات، قد تفرز مواد كيميائية ضارة تصل إلى المياه. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة ساو باولو في البرازيل عام 2022، فإن كلباً يزن 10 كيلوغرامات ويتناول حوالي 500 سعرة حرارية يومياً من طعام رطب، يطلق ما يعادل 828 كيلوغراماً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. في المقابل، ينخفض هذا الرقم بشكل كبير إلى 6.5 كيلوغرامات في حال تناول الكلب طعاماً جافاً. محدودية الوعي البيئي وأظهرت الدراسة أن نسبة ضئيلة من أصحاب الكلاب، تتراوح بين 12 و16 بالمئة، على استعداد لدفع مبالغ إضافية مقابل طعام صديق للبيئة. كما أن نسبة كبيرة من المالكين غير مدركين أصلاً لحجم التأثير البيئي لحيواناتهم الأليفة. وأكد البروفيسور باتيمان أهمية تضافر الجهود بين أصحاب الكلاب والمجموعات البيئية وصناع القرار لتحقيق توازن بين تربية الحيوانات الأليفة والحفاظ على البيئة، قائلاً: "إن العدد الكبير من الكلاب الأليفة حول العالم، مقروناً بسلوكيات غير مدروسة أو متهاونة من بعض المالكين، يسهم في تفاقم مشكلات بيئية لا يمكن تجاهلها بعد الآن". حقائق عن تأثير الحيوانات الأليفة على المناخ تشير دراسة أمريكية أُجريت عام 2017 إلى أن الكلاب والقطط مسؤولة عن نحو 30 بالمئة من التأثير البيئي الناتج عن استهلاك اللحوم في الولايات المتحدة. ولو اعتُبر هذا التأثير بمثابة دولة، لاحتلت المرتبة الخامسة عالمياً في استهلاك اللحوم، بعد روسيا والبرازيل والولايات المتحدة والصين. وأظهرت دراسة صينية أن "البصمة البيئية" لجميع الكلاب والقطط في الصين تعادل تلك التي يتركها ما بين 70 و245 مليون إنسان.