أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة أوربرو السويدية ومعهد Ratio، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل يمكن أن يقلل من مستويات التوتر لدى الموظفين الذين يؤدون عدداً كبيراً من المهام، أو أولئك الذين يواجهون مهاماً جديدة. وقال ماغنوس لودفالك، الباحث في الاقتصاد الوطني والمشارك في الدراسة، إن هناك تصوراً سائداً بأن الذكاء الاصطناعي يزيد من متطلبات العمل وسرعته، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر. لكنه أشار إلى أن نتائج الدراسة أظهرت عكس ذلك بالنسبة لفئة معينة من الموظفين. واستندت الدراسة إلى عينة تمثيلية من العاملين في ألمانيا، شملت الجنسين وأعماراً ومهن متنوعة. وأظهرت النتائج أن الموظفين الأكثر تعرضاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي أفادوا بانخفاض في مستويات التوتر لديهم. وأوضح لودفالك أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في تخفيف عبء العمل من خلال أتمتة بعض المهام، ومساعدة الموظفين على إنجاز مهام أخرى بشكل أسرع وأكثر كفاءة. كما أشار إلى أن الموظفين الذين يؤدون مهاماً جديدة أو متعددة قد يستفيدون من هذه التكنولوجيا عبر تقليل الضغط الناتج عن كثرة المسؤوليات. اقرأ أيضاً: مدارس سويدية تعتمد الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الطلاب ورفع معدلات النجاح ورغم أن الدراسة لم تتمكن من تحديد سبب مباشر لهذا الانخفاض في التوتر، إلا أن لودفالك أشار إلى أبحاث سابقة تشير إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تجعل العمل أكثر تحفيزاً ومعنى، من خلال خلق مهام أكثر تعقيداً وفائدة. وأكد الباحث أن نتائج الدراسة تنسجم مع النصائح العامة بضرورة تعلم تقنيات الذكاء الاصطناعي ودمجها في العمل عند الاقتضاء. ويُذكر أن هذه الدراسة أُجريت قبل الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن النتائج قد تظل صالحة في ظل التطور الحالي، إذ إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يزيد من تحفيز الموظفين من خلال أتمتة المهام البسيطة وجعل العمل أكثر تنوعاً. وأشار لودفالك إلى أن نوع الوظيفة يلعب دوراً في كيفية تأثر الموظف بالذكاء الاصطناعي، إذ قد يواجه العاملون في وظائف أقل تعقيداً خطراً بزيادة التوتر بدلاً من تقليله، وهو ما أشارت إليه بعض الدراسات السابقة. وفي ما يتعلق بالخطوة التالية، قال لودفالك إن الفريق البحثي يأمل في تكرار الدراسة وتوسيعها باستخدام بيانات أحدث، تشمل الفترة التي شهدت انتشاراً واسعاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.