أظهرت دراسة عالمية جديدة أن العاملين في المكاتب بالسويد يواصلون اعتبار المكتب الفعلي مكاناً مهماً للعمل، رغم التحول المتزايد نحو نظام العمل الهجين.وأكدت الدراسة، التي أجرتها شركة ISS العالمية المتخصصة في خدمات إدارة المرافق وتجربة بيئة العمل، أن الموظفين السويديين لا يكتفون بعد الآن بمكاتب تقليدية وآلات قهوة، بل يتوقعون بيئة عمل تعزز الثقافة المؤسسية والتواصل الاجتماعي والتوازن بين العمل والتركيز الفردي. ووفقاً للمسح، الذي شمل أكثر من 10,000 موظف مكتبي حول العالم، منهم أكثر من 1,000 مشارك من السويد، فإن 8 من كل 10 موظفين يعملون عن بُعد ليوم واحد على الأقل أسبوعياً، بينما يرى 74% من السويديين أن المكتب لا يزال يلعب دوراً مهماً. التواصل الاجتماعي أهم دوافع العودة للمكتب أفاد المشاركون بأن أكبر محفز للعودة إلى المكتب هو قضاء الوقت مع الزملاء، تليه الرغبة في الحصول على تجربة عمل أكثر تنوعاً وإثراءً. ويقول غوستاف لاندين، المدير التنفيذي لـ ISS السويد: «السويديون يقضون وقتاً في المكتب أكثر من غيرهم، لكنهم أيضاً يتوقعون منه الكثير. يجب أن يكون المكتب مكاناً يدعم التعاون والعمل المستقل، ويوفر تجربة عمل متعددة الأبعاد». ما الذي يجعل العودة للمكتب جذابة؟ رغم الاعتراف بأهمية المكتب، أظهرت الدراسة أن أكبر عائق أمام الذهاب إلى العمل هو التنقل اليومي، للعام الثالث على التوالي.وعند سؤال المشاركين عما قد يشجعهم على الحضور أكثر إلى المكتب، كانت الوجبات المجانية كالفطور والغداء والوجبات الخفيفة في صدارة الإجابات، تليها مرافق مثل صالات الرياضة، إلى جانب اختصار ساعات العمل بما يعادل وقت التنقل، أو دعم تكاليف المواصلات، وتنظيم أنشطة اجتماعية داخل بيئة العمل. العمل الهجين أصبح القاعدة تُظهر نتائج الدراسة أن العمل الهجين لم يعد مجرد رغبة، بل أصبح واقعاً قائماً. حيث قال 77% من الموظفين إنهم يعملون من المنزل أسبوعياً، بينما ارتفعت نسبة الذين لا يرون أية مخاطر في العمل عن بُعد من 1% عام 2023 إلى 21% في 2025. كما خلص التقرير إلى أن الاحتياجات المهنية لا ترتبط دائماً بالعمر أو المسمى الوظيفي، بل تتأثر بشكل أكبر بـ المرحلة الحياتية وظروف الفرد الشخصية، ما يشير إلى ضرورة تطوير بيئات العمل لتكون أكثر مرونة وتنوعاً. حول الدراسة تم إجراء الدراسة في يناير 2025 بالتعاون مع شركة Qualtrics، وشملت موظفين مكتبيين من 16 دولة، بينها السويد، بريطانيا، الولايات المتحدة، ألمانيا، الهند، المكسيك، سنغافورة ودول شمال أوروبا. وشارك من السويد أكثر من 1,010 موظفين.