Aa
Foto: TT/AP - التأثيرات على المناخ ستكون مدمرة
حذّرت دراسة حديثة صادرة عن جامعة "أوترخت" في هولندا من أن نظام تيارات المحيط الأطلسي، والذي يشمل تيار الخليج، قد يكون على وشك الانهيار بسبب تدفق المياه العذبة من الأنهار الجليدية الذائبة. حيث درس الباحثون كيفية تحرك الحرارة والمياه المالحة في المحيط الأطلسي عبر استخدام نماذج مناخية معقدة.
ويشير تدفق المياه العذبة من الأنهار الجليدية الذائبة في غرينلاند والقطب الشمالي إلى أن تيارات الأطلسي "تفقد قوتها" وفق ما تقول الدراسة. حيث لاحظ الباحثون عبر النماذج الحاسوبية "إشارات تحذير مبكرة" لتطور يصل إلى "نقطة تحول" ينهار فيها النظام بالكامل.
وقال الباحث رينيه فان ويستن من جامعة "أوترخت"، إنّ التأثيرات على المناخ ستكون مدمّرة. مشيراً إلى أن نقطة التحوّل هذه قد تكون لها عواقب وخيمة على شمال أوروبا، وذلك وفق ما جاء عبر التلفزيون السويدي svt.
ووفقاً للنماذج الحاسوبية، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في السويد بمقدار يصل إلى 20 درجة خلال قرن. وأن تنخفض درجة الحرارة العادية بمقدار عشر درجات، كما أنه من المحتمل أن يواجه الساحل الغربي السويدي ارتفاعاً في مستوى البحر يصل إلى متر واحد.
وتعد الدراسة السابقة رائدة في مجالها لأنها تحلّل بيانات من الغلاف الجوي والمحيط واليابسة. لكنها لا تحدد موعد حدوث الانهيار، فيما تشير النماذج إلى أنه من المحتمل أن يحدث خلال قرن.
تيارات المحيط الأطلسي وتأثيرها على السويد
يشار إلى أن تيارات المحيط الأطلسي تعدّ من أبرز المكونات الطبيعية التي تشكل نظام المحيطات العالمي. وهي تعبير عن الحركة المستمرة لمياه المحيط التي تساهم في نقل الحرارة لمسافات شاسعة، ما يؤثر بشكل مباشر على المناخ العالمي.
أحد أهم هذه التيارات هو تيار الخليج، الذي يبدأ من خليج المكسيك ويتدفق شمالاً نحو الأطلسي، حاملاً معه المياه الدافئة. هذا التيار له دور حيوي في تحديد مناخ المناطق الواقعة على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة وغرب أوروبا. وتأثير تيارات المحيط الأطلسي، وبالأخص تيار الخليج، على مناخ السويد كبير. حيث يعمل هذا التيار كنظام تدفئة طبيعي ينقل الحرارة من المناطق الاستوائية إلى شمال الأطلسي، مما يساهم في تلطيف الشتاء في السويد وبقية دول إسكندنافيا. دون تأثير هذا التيار، من المحتمل أن تكون السويد أكثر برودة بكثير في الشتاء، مع تجمد أطول للبحيرات والأنهار، وثلوج أكثر كثافة.