بينما تستعد فرنسا لشتاء «أكثر رصانةً على موارد الطاقة»، تحاول المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد ابتكار تقنيات موفرة للطاقة. حيث تهدف الحكومة الفرنسية إلى خفض استخدام الطاقة في البلاد بنسبة 10% في غضون عامين، وبنسبة 30% بحلول عام 2030. كان رد الفعل الأولي هو الصفقة المتزامنة مع نقص الغاز الروسي هذا الشتاء. لكن العنوان العريض هو، أن فرنسا تريد خفض استخدام الطاقة لمكافحة تغير المناخ.إضافةً إلى ذلك، أمام الشركات حتى نهاية سبتمبر/ أيلول للتوصل إلى خططها الخاصة لتوفير الطاقة، بينما تبحث السلطات المحلية أيضاً عن طرق لتوفير الطاقة.إغلاق المتاحفتأمل بلدية ستراسبورغ Strasbourg خفض استهلاكها للطاقة بنسبة 10% على الأقل، ولكن وفقاً لرئيس البلدية جين بارسيغيان Jeanne Barseghian، قد لا يكون هذا كافياً لمنع فاتورة الطاقة في المدينة من الزيادة خمسة أضعاف. وقال بارسيجيان Barseghian،: «سننتقل من ميزانية طاقة تبلغ €12 مليون في السنة إلى أكثر من €60 مليون إذا لم نتخذ أي إجراءات جديدة».رداً على ذلك، سيخطط العمدة لإغلاق المتاحف يومين في الأسبوع بدلاً من واحد. في حين أن هذا قد يثير ردود فعل سلبية من البعض، طمأن رئيس البلدية سكان ستراسبورغ بأن «المعارض الكبيرة» ستفتح ستة أيام في الأسبوع، وأن المتاحف «ستبقى مفتوحةً لاستقبال طلاب المدارس بكل ترحيب».حلبات التزلج على الجليد والمسابححتى الآن، شهدت 30 مدينة على الأقل في جميع أنحاء فرنسا إغلاق حمامات السباحة بسبب قيود الطاقة.كما أعلنت شركة فيرت مارين Vert Marine، وهي مشغل أكثر من 90 مؤسسة للمراكز المائية والمسابح، في بيان صحفي لها يوم الأحد أنها أغلقت أكبر مركز مائي في ليموج Limoges «أكوابوليس Aquapolis» بسبب الزيادات في تكاليف الطاقة. وقالت المجموعة إن الزيادات في الأسعار «لم تعد تسمح لهم بإدارة المرافق بطريقة متوازنة اقتصادياً ومستدامة اجتماعياً».في غضون ذلك، تقوم مدن أخرى بتخفيض ساعات العمل. ففي منطقة هيرولت Hérault، استهدف ستيفان روسينول Stéphane Rossignol، عمدة بلدة لا غراندي موت La Grande-Motte ، حلبات التزلج على الجليد وحمامات السباحة العامة. حيث قال العمدة أن السكان سيظلون قادرين على السباحة سبعة أيام في الأسبوع، لكن المدينة ستفرض المزيد من الإغلاقات المتكررة. وأوضح روسينول Rossignol لصحيفة فرانثينفو Franceinfo: «سيغلق كل مسبح يوم ونصف في الأسبوع».أما فيما يتعلق بحلبات التزلج على الجليد، فإن العمدة روسينول ليس مسؤول المدينة الوحيد الذي يبحث في تكاليف الطاقة من مراكز التزلج الشتوية. حيث أنه في رويان Royan، الواقعة جنوب لاروشيل La Rochelle على الساحل الغربي لفرنسا، قرر رئيس البلدية باتريك مارينغو Patrick Marengo إغلاق حلبات التزلج على الجليد هذا الشتاء.في سياق ذلك، قال مارينغو لفرانس بلو France bleu: «لا يمكننا الاستمرار في التزلج، ليس على حساب كوكبنا». وبدلاً من ذلك، اقترح أنشطةً أقل كثافةً في استخدام الطاقة لهذا الشتاء، والتي تسمح للسكان بممارسة الرياضة في الطقس البارد. واقترح التزلج على الجليد والتزلج عبر الريف على مسار اصطناعي كبديل لذلك. حيث يقدر مارينغو أن هذا الإجراء سيوفر على المدينة أكثر من €70,000 في ميزانيتها الإجمالية.خفض حرارة التدفئة في المدارس الثانويةفي بلدة بريتاني Brittany، وجد رئيس المجلس الإقليمي، لوغ تشيسنايس جيرارد Loïg Chesnais-Girard، أن مباني المكاتب العامة لا تمثل سوى بضعة آلاف من الأمتار المربعة في المنطقة، بينما تمثل المدارس الثانوية أكثر من مليوني متر مربع. ورداً على ذلك، اقترح خفض درجة الحرارة في مدارس بريتون Breton الثانوية بدرجة واحدة فقط، مما سيؤدي إلى خفض منظم الحرارة إلى 19 درجة مئوية بدلاً من 20 درجة مئوية.في سياق ذلك، يقول تشيسنيس جيرارد Chesnais-Girard لصحيفة فرانشينفو Franceinfo: «تهتم الخطة بجميع المباني العامة في المنطقة، لكن المدارس الثانوية تمثل مساحةً أكبر بكثير»، مضيفاً أن هدفه هو خفض فاتورة الطاقة بنسبة 7%. كما اقترحت الحكومة الفرنسية، مستوى 19 درجة مئوية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة - ولكن في حين أنها إلزامية للمكاتب الحكومية، فإنها تنصح الشركات الخاصة والأماكن العامة والأفراد بخفض التدفئة. تخفيض طاقة الإنارةأعلنت السلطات المحلية في مدينة ليل Lille مؤخراً عن خطط لوقف إضاءة المباني العامة ليلاً.