علّقت عدة دول أوروبية، بينها النمسا، السويد، وألمانيا، الدنمارك, هولندا, النرويج, اليونان معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، إثر سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق. هذا القرار يعكس تغييرات سياسية كبيرة في سوريا وعودة التيارات اليمينية في أوروبا التي تسعى لتقييد الهجرة. النمسا تبدأ برنامجاً للترحيل الجماعي أعلنت النمسا عزمها الشروع في عمليات ترحيل جماعي للسوريين المقيمين على أراضيها. وصرح وزير الداخلية النمساوي، غيرهارد كارنر: «أصدرت تعليماتي للجهات المختصة لإعداد برنامج ترحيل منظم للسوريين». ورغم عدم تحديد عدد المرحّلين المحتملين، يعيش حوالي 100 ألف سوري في النمسا، ومعظمهم فروا من قمع النظام السابق. ترى الحكومة النمساوية أن سقوط النظام يعني عودة الأمان إلى سوريا، ما يبرر الترحيل. السويد: تعليق قضايا اللجوء السوري أعلنت مصلحة الهجرة السويدية تعليق جميع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين حتى إشعار آخر. وقال المستشار القانوني للمصلحة، كارل بيكسليوس: «في ظل الظروف الحالية، لا يمكن تقييم طلبات الحماية بشكل دقيق». من جانبه، أكد وزير الهجرة السويدي، يوهان فورسيل، أن السويد لم تسجل مؤشرات على موجة لجوء جديدة، لكنه أشار إلى أن الأوضاع قد تتغير سريعاً. وأكد فورسيل أن قرارات اللجوء تخضع لتقييم مصلحة الهجرة، مشيراً إلى أن 70% فقط من السوريين يحصلون حالياً على تصاريح إقامة. وأوضح فورسيل أن تعليق طلبات اللجوء إجراء شائع عند حدوث تغييرات كبيرة في بلد ما، وشدد على متابعة التطورات في سوريا لاتخاذ القرارات المناسبة. ألمانيا ودول أوروبية أخرى تحذو حذوها أعلنت هيئة الهجرة واللجوء في ألمانيا تعليق معالجة طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، مشيرة إلى أن الأوضاع الحالية في سوريا تجعل من الصعب اتخاذ قرارات دقيقة. وأوضحت السلطات أن القرار يهدف إلى تقييم التطورات الراهنة وتأثيرها على السياسات المستقبلية. في النرويج والدنمارك، توقفت السلطات عن معالجة طلبات اللجوء السورية. وأعلنت الدنمارك أن السوريين الذين رفضت طلباتهم سابقاً سيُسمح لهم بالبقاء مؤقتاً بسبب حالة عدم اليقين. وفي اليونان، أوقفت السلطات النظر في حوالي 9,000 طلب لجوء سوري، وأعلنت أنها ستجتمع قريباً لتحديد الخطوات القادمة. قرارات أوروبية واسعة النطاق أعلنت إيطاليا والنرويج وهولندا تعليق طلبات اللجوء السورية، بينما صرحت فرنسا أنها تعمل على اتخاذ قرار مماثل قريباً. غموض الأوضاع ومستقبل اللاجئين تظل الأوضاع في سوريا بعد سقوط النظام غير واضحة، وسط مخاوف من سيطرة قوى إسلامية على البلاد. وبينما تستعد الدول الأوروبية لاتخاذ قرارات بشأن اللاجئين، يبقى مصير عشرات الآلاف من السوريين في هذه الدول معلقاً في انتظار سياسات جديدة تُحدد مستقبلهم.