أعلنت شركة "نورثفولت" السويدية، التي كانت تعد رمزًا للتحول الأخضر في الصناعة، تقديم طلب إفلاس لمحكمة ستوكهولم، في خطوة تشكل واحدة من أكبر الانهيارات في تاريخ الصناعة السويدية. وقال رئيس مجلس الإدارة المؤقت، توم جونستون، في بيان رسمي: «إنه يوم صعب للغاية على الجميع في نورثفولت». أزمة مالية خانقة وغياب الحلول بحسب الشركة، جاء قرار الإفلاس بعد استنفاد جميع الحلول الممكنة لإعادة هيكلة أوضاعها المالية، بما في ذلك محاولة اللجوء إلى قانون الإفلاس الأمريكي "تشابتر 11" في الولايات المتحدة، إلى جانب تلقيها دعمًا ماليًا من مقرضيها وشركائها الرئيسيين. ورغم هذه الجهود، لم تتمكن "نورثفولت" من تأمين الموارد المالية اللازمة للاستمرار. يشمل الإفلاس عدة كيانات تابعة للشركة، وهي "نورثفولت إيه بي"، "نورثفولت إيت إيه بي"، "نورثفولت لابز إيه بي"، "نورثفولت ريفولت إيه بي"، و"نورثفولت سيستمز إيه بي". آلاف الوظائف مهددة مع انهيار الشركة، يواجه نحو 5,000 موظف مصيرًا مجهولًا، معظمهم يعملون في منشآتها في سكيلفتيو، إلى جانب موظفين في فاستيراس وستوكهولم. وقالت الصحفية الاقتصادية في التلفزيون السويدي، كريستينا لاغرستروم: «هذا واحد من أكبر الانهيارات في تاريخ الصناعة السويدية»، مشيرة إلى أن التحدي الرئيسي الذي واجهته الشركة هو عدم قدرتها على تسريع عمليات الإنتاج كما كان مخططًا. وأضافت: «كانت نورثفولت تهدف إلى تصنيع البطاريات بدءًا من المواد الخام والمعادن وصولًا إلى إعادة التدوير، لكن هذا النموذج تبين أنه معقد وصعب التنفيذ». من جانبه، عبّر توم جونستون عن أسفه لما حدث، قائلاً: «كنا نطمح إلى بناء مشروع رائد يحدث تغييرًا حقيقيًا في صناعة البطاريات والمركبات الكهربائية والصناعة الأوروبية بشكل عام، من أجل تسريع التحول نحو مستقبل أخضر ومستدام». وأضاف: «رغم الظروف الحالية، نأمل أن يستمر الأساس الذي بنيناه – من تكنولوجيا وخبرات والتزام بالاستدامة – في تحفيز التغيير داخل القطاع الصناعي». الديون المتراكمة والضغوط المالية كان أمام "نورثفولت" مهلة حتى يوم الأربعاء لسداد ضرائب بقيمة 200 مليون كرونة سويدية لمصلحة الضرائب. وفقًا للقانون السويدي، في حال عجز الشركة عن سداد التزاماتها الضريبية، يجب عليها التقدم بطلب إفلاس، وإلا فقد يتحمل أعضاء مجلس إدارتها المسؤولية الشخصية عن الديون الضريبية. ومن المنتظر أن تعيّن المحكمة السويدية مصفيًا قضائيًا للإشراف على بيع أصول الشركة وإدارة إجراءات الإفلاس. بينما يشمل الإفلاس الكيانات السويدية، أكدت "نورثفولت" أن عملياتها في ألمانيا وأمريكا الشمالية لن تتأثر بهذه الإجراءات، حيث لم تتقدم بطلب إفلاس في تلك الدول.