هل يجب على المسلمين في السويد، وفي أوروبا عموماً، أن يبدؤوا صومهم بناء على الرؤية المباشرة للهلال، أم يصومون وفقاً للحساب الفلكي لقدوم شهر رمضان؟ هذا ما سألناه في "أكتر" للإمام سعيد عزام رئيس مجلس الإفتاء في السويد، وذلك بهدف نشر كلّ ما يهمّ جمهور "أكتر" في السويد، ويمكنكم أيضاً قراءة رأي الشيخ في صيام الأطفال في السويد.التقدّم العلمي والمعدّاتهل نعتمد على المعدات الحديثة أم على الحساب في «رؤية الهلال»، أم علينا أن نلتزم بالطريقة التقليدية في رؤيته؟ هكذا بدأنا سؤالنا فأجاب الشيخ عزام أنّ هناك جدلاً حول الأمر، وسبب الجدل هو الكيفيّة التي يتمّ فيها فهم الأمر. لكنّه يقول أيضاً بأنّ النبي الكريم في أحاديثه المتعددة قام بإراحة المسلمين ولهذا فالذين يصومون على أساس الرؤية المباشرة هم على حق، والذين يصومون بناء على الحساب هم أيضاً على حق.لكن كما قال الإمام سعيد، فوفقاً لرأيه الشخصي، فالحساب هو الأفضل في الدول الأوروبية، وخاصة في السويد. بينما في بلاد العرب الأصلية يميل إلى الرؤية المباشرة بسبب الاختلاف في الجو والقدرة على رؤية الهلال.يضيف: «نحن لا نرى الهلال هنا لا في الصيف ولا في الشتاء، ولهذا إن أردنا الاعتماد على الرؤية المباشرة فنحن نعتمد على رؤية الهلال في مكان آخر وليس رؤيتنا الشخصية له».سعيد عزام رئيس مجلس الإفتاء في السويدالبساطة والحسابوفقاً للإمام عزام، علينا أن نتذكر أنّه عندما جاء الإسلام كان يهدف لمخاطبة جميع الناس، بغض النظر عن بساطتهم وأماكن وجودهم. بينما اليوم لدينا المنظار والحساب وغيره من التقدم العلمي في هواتفنا أينما وجدنا، والمهم هنا: المقاصد، والمقصد هنا هو العبادة المرتبطة بدخول الشهر.أمّا بالنسبة لمن يحتج بأنّ السلف لم يستخدم الحساب رغم أنّ الحساب كان موجوداً حتّى في زمن النبي الكريم، فيرى الشيخ بأنّ الحساب في زمن النبي الكريم كان نوعاً من التنجيم، بينما اليوم الحساب دقيق لأبعد حد والعلم متقدّم وعلم الفضاء ليس تنجيم. علاوة على أنّ هناك من يتحدث عن كون من يقوم بالحساب في ذاك الزمن كانوا قلائل، أمّا اليوم فالوضع مختلف كليّة.لكن رغم أنّ عدداً كبيراً من الجمعيات الإسلامية والرابطة الإسلامية في السويد وكذلك المجلس الأوروبي للإفتاء قد اتفقوا على تحديد رمضان بالحساب. فإنّ مجلس الإفتاء السويدي، وفقاً لرئيسه، يترك اعتماد الطريقة للجمعيات في المناطق كي لا يدخلوا في تعميق الخلاف حول هذه المسألة، فكما يقول: «الذين يختارون الصوم على الرؤية صيامهم صحيح وليتقبله الله، والذين يصومون على الحساب صيامهم صحيح وليتقبله الله».[READ_MORE]