أكدت رئيسة الشرطة السويدية، بيترا لوند، أنّ تجنيد الأطفال من قِبل العصابات الإجرامية في البلاد بلغ مستويات مقلقة، حيث يتم استهدافهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل علني ومنهجي، داعية إلى تدخل أوسع من شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي. وقالت لوند خلال ندوة عامة عقدتها اللجنة القضائية في البرلمان السويدي يوم الأربعاء حول تجنيد الأطفال والمراهقين في العصابات: «لدينا واقع بالغ القسوة، حيث تقوم العصابات بتجنيد الأطفال والشباب بلا أي رحمة أو رادع». وأوضحت أنّ تجنيد القُصّر انتقل من الساحات والملاعب إلى دور الرعاية (HVB-hem)، ليصل اليوم إلى الفضاء الرقمي عبر الشبكات الاجتماعية، مشيرة إلى أن الشرطة تواجه صعوبات في التعامل مع هذا النوع من الجرائم. وأضافت: «حين نجد إعلانات عن وظائف أو مهام إجرامية منشورة على الإنترنت، لا نستطيع حذفها مباشرة. علينا أولاً مخاطبة منصات التواصل الاجتماعي وطلب إزالتها. لا يوجد حالياً ما يُجبرهم على حذف المحتوى، وكل شيء يتم على أساس طوعي». تعاون وثيق بين الشرطة والخدمات الاجتماعية في محاولة للحد من الظاهرة، تعمل الشرطة والخدمات الاجتماعية بشكل متقارب في عدة مناطق، منها منطقة يارفا في شمال ستوكهولم. تقول ماغدالينا السعيد، وهي أخصائية اجتماعية في المنطقة، إن وجودها مع فريقها داخل مبنى الشرطة أربعة أيام في الأسبوع يُسهم كثيراً في تحسين التنسيق والاستجابة. وأضافت: «نحن نتقاسم الطابق ذاته. أحياناً أفصل بيني وبين المحقق أو قائد التحقيق ثلاثة خطوات فقط، ويمكنني طرح الأسئلة بسهولة». وأكدت السعيد أنّ الشباب أصبحوا يعرضون أنفسهم علناً للقيام بمهام إجرامية، مثل تنفيذ تفجيرات مقابل المال، محذرة من خطورة هذا التوجه. ووفقاً للشرطة، فإنّ أكثر من 500 قاصر دون سن 18 عاماً كانوا مشتبهين في قضايا تخطيط لجرائم قتل خلال العام الماضي فقط. واختتمت بيترا لوند بالقول: «عندما تصل الأمور إلى هذا الحد، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي. يجب أن نفعل المزيد».