وجّه رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون رسالة صريحة إلى الولايات المتحدة، مطالباً بموقف أكثر وضوحاً بشأن استمرار الدعم لأوكرانيا، مؤكداً أن الوقت قد حان لجميع الدول لتقديم التزامات دقيقة ومدروسة. وقال كريسترشون للصحفيين السويديين بعد مشاركته في القمة التي عُقدت في باريس: «لا أعتقد أن أوروبا هي الطرف الذي يحتاج إلى إثبات التزامه في الوقت الحالي. نحن ننتظر رسالة واضحة من الولايات المتحدة تؤكد وقوفها إلى جانب أوكرانيا. من الأفضل أن نعمل سوياً مع واشنطن». ووصف كريسترشون القمة بأنها «جيدة للغاية»، وإن لم تشهد تطورات دراماتيكية، مشيراً إلى أن الحوار يتقدم تدريجياً، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة نشر قوات على الأرض. وقال: «هذه مسألة معقدة وتستلزم ضمانات متعددة لتصبح ممكنة، لكن التحضيرات جارية، وهذا أمر جيد». مطالب محددة بـ«جداول وميزانيات» وأكد كريسترشون أن القمة تناولت دعم أوكرانيا على المدى القصير والطويل، داعياً إلى وضع التزامات محددة بدقة من قبل كل دولة. وأضاف: «يجب على الجميع تحديد المواعيد والتكاليف لما ينوون تقديمه لأوكرانيا، متى، وكيف، وبشكل واضح. علينا إدراج كل ذلك حرفياً في جداول Excel». ورداً على سؤال حول ما تتضمنه «خانة السويد» في هذه الجداول، أشار كريسترشون إلى أن السويد قدمت دعماً كبيراً مؤخراً، بقيمة 1.4 مليار كرونة على الجانب المدني، إلى جانب مساهمات عسكرية، مؤكداً أن السويد تحتل المرتبة السادسة عالمياً في قائمة الدول المانحة لأوكرانيا، سواء من حيث القيمة المطلقة أو النسبية. رفض للضغوط الروسية وفي معرض حديثه، وجّه كريسترشون انتقادات لاذعة لموسكو التي أبدت رفضها لفكرة نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا. وقال: «روسيا لا تملي على أوكرانيا ما يجب أن يتم على أراضيها. القرار بيد أوكرانيا وحدها. لن نقبل أبداً بأن تفرض روسيا رؤيتها، أو أن تسعى لتحويل أوكرانيا إلى دولة تابعة أو منزوعة السلاح – هذا أمر غير مقبول تماماً». وأضاف: «ذلك المسار لا يعني سوى العودة إلى الغزو مرة أخرى، ثم التوسع نحو دول أخرى». وعن مدى الحاجة لخطة عمل ملموسة في الوقت الراهن، قال كريسترشون إن الأولوية القصوى الآن هي تعزيز دعم أوكرانيا خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات واضحة على اقتراب التوصل إلى اتفاق سلام. واختتم بالقول: «ما هو أقل إلحاحاً، لكنه لا يقل أهمية، هو وجود خطة واضحة للدعم طويل الأمد لأوكرانيا».