مجتمع

رائد: ظلموني بدراسة إقامتي بسرعة وعليّ الانتظار لعامين إضافيين

Aa

رائد: ظلموني بدراسة إقامتي بسرعة وعليّ الانتظار لعامين إضافيين

رائد: ظلموني بدراسة إقامتي بسرعة وعليّ الانتظار لعامين إضافيين

يشعر أحياناً المرء بالطرافة عندما يطرح مشكلة معاكسة لمشاكل الأغلبية، فمعظم الناس في السويد يعانون من تأخر مصلحة الهجرة ومحكمة الهجرة في البتّ في قضاياهم، وأحياناً مجرّد تعيين محقق. لكن مشكلة رائد السيد التي نعرضها أنّهم قاموا بدراسة طلبه بسرعة "قياسية" أدّت في النتيجة لانتظاره مدّة عامين آخرين إن لم يكن حظّه سيئاً وتتغيّر القوانين.

رائد السيد (اسم مستعار) سوري مقيم في السويد جاء في نهاية عام 2015. وبعد التنقل بين اللغة وعدّة أعمال، حصل العام الماضي في شهر 12 عمل عمل جديد في يوتوبوري يستوفي من خلاله شروط الحصول على الإقامة الدائمة. ولهذا عندما جاء ميعاد تجديد الإقامة، تقدّم رائد للحصول على إقامة دائمة بدلاً من مؤقتة.

تقدّم رائد بتفاصيل عقد عمله الجديد – والذي كان يخضع فيه لفترة تجريبية/أوليّة يتحول بعدها إلى عقد عمل دائم – في 7 ديسمبر 2021، من أجل الحصول على إقامة دائمة، ليتفاجأ بمدى سرعة تقييم طلبه ويصله جواب الرفض بعد 6 أيام في 13 ديسمبر 2021 على خلفية أنّ هناك احتمالية بألّا يتحول عقده لدائم (فاست).

كان من المخطط أن تنتهي مدة العقد التجريبي في 31 كانون الثاني/يناير 2011، وأن يتحوّل إلى فاست في 1 شباط/فبراير 2022، حاول رائد شرح ذلك في الطلب، ولكن مصلحة الهجرة لم تكترث. قرر بعد ذلك الطعن بالحكم أمام محكمة الهجرة.

انتظر بعض الوقت وسجل قرار الاعتراض في محكمة الهجرة بعد 21 يوم تماماً – آخر موعد للتقديم – ليسجل اعتراضه في 3 يناير 2022 على أمل أن يكسب بعض الوقت أثناء دراسة الطلب فيحين موعد تحوّل عقده إلى فاست.

لكن الغريب بالنسبة لرائد – وجميع من لديه خبرة مع مصلحة الهجرة والمحكمة – أنّ القرار برفض استئنافه وتثبيت قرار الهجرة قد جاء بسرعة خيالية، حيث صدر القرار بعد 12 يوماً في 15 يناير 2022.

سابقوا الزمن

ربّما رائد هو الشخص الوحيد الذي تقابلنا معه الذي يشتكي من سرعة مصلحة الهجرة ومحكمة الهجرة في أداء عملها. تقابلنا مع أشخاص استمرّت دراسة طلباتهم – وبعضهم لم يصل حتّى لمرحلة تعيين محقق لهم – لأكثر من عام وأحياناً عامان، ولكن طلب رائد تمّت معاملته بما يمكن أن نسميه "سرعة البرق".

يقول رائد: "أصدقائي ينتظرون أشهراً ولا يأتيهم رد، فلماذا تمّت مسابقة الزمن على طلبي؟ ولماذا لم يتمّ الأخذ بالاعتبار أنّ عقدي خلال أقلّ من شهر سيصبح فاست وأستوفي كامل الشروط رغم أنّي ذكرت ذلك؟ ظلموني اليوم بتأخير طلبي لعامين على الأقل، ما لم تتغيّر الظروف حتّى ذلك الوقت... حاولت اللجوء للمحكمة العليا ولكن دون فائدة".

ما الذي يعجلك؟

برأي رائد فإنّ مصلحة الهجرة قد تعمدت التعجيل في طلبه كي لا تمنحه الإقامة الدائمة، وبأنّها تعمل على مبدأ أنّ الذين تكون طلباتهم جاهزة تقوم بتأخيرهم لفترات طويلة، والذين يحتاجون لفترة قصيرة حتّى يستوفوا الشروط كحالته يتم بسرعة رفض طلبهم.

يدرك رائد كما ندرك جميعنا بأنّه لا يملك حجّة قانونية ضدّ "تعجيلهم في البتّ في طلبه"، ولكنّه يخشى ما حدث لسببين:

السبب الأول كما يقول رائد: "أخشى أن تتغيّر القوانين ويتمّ تشديدها أكثر حتّى ذلك الوقت فأجد نفسي وقد تمّ تأخيري أعوام إضافية أو حتّى محروماً من الإقامة.

طفلي المريض

الأمر الآخر الذي يدفع رائد للتحرّق للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية هي حالة ولده الصحية. الأمر باختصار أنّ رائد لديه طفل يعاني من مشاكل صحية حاول أن يعالجها في السويد ولكنّهم لا يقومون بعلاجه بل فقط بمراقبته واللجوء إلى حلول غير جذرية.

وفقاً لرائد، فعندما بحث عن الأشخاص الذين يعاني أطفالهم من ذات المشاكل الصحية، وجد الكثيرين منهم وقد شفوا أو قاربوا على الشفاء وتحسنت حالتهم الصحية بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة العلاج الذي حصلوا عليه في الأردن أو في مصر أو حتّى سورية.

لا يمكن لرائد الدخول إلى سورية لأسبابه الخاصة، ولكن يفكّر بأنّ عليه أخذه للعلاج في الأردن أو في مصر. الذي يمنعه من ذلك وفقاً له أنّه لا يملك جواز سفر يمنحونه على أساسه تأشيرة دخول لمعالجة ولده.

وفقاً لرائد فقد حاول – بناء على نصيحة من السوسيال من أجل علاج ابنه – أن يتقدّم للحصول على تأشيرة سفر استثنائية تسمح له بالسفر لعلاج ابنه. لكن كما أخبرنا، فمصلحة الهجرة طلبت منه أن يذهب إلى السفارة السورية في ستوكهولم وأن يتقدم للحصول على جواز سفر سوري، وإن رفضوا بشكل خطي يمكنه عندها التقدّم للحصول على التأشيرة.

يقول رائد: هناك الكثير من الأسباب التي تدفعني لعدم التقدّم للحصول على جواز سفر من السفارة السورية، ولكن على رأسها أنّ التكاليف التي سأدفعها علاج ولدي أولى بها.

في الحقيقة يمكن قول الكثير للتعليق على قصّة رائد، ولكن الشيء الأكيد أنّ فترات دراسة طلب 6 أيام وقرار محكمة 12 يوم هي شيء غريب في الوقت الحالي في السويد، ورفض طلبه ضمن هذا السياق ينمّ عن عدم المرونة المتعمدة في دراسة طلبات الإقامة.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©