"التمييز العنصري دمر حياتي الدراسية"أظهر تقرير أصدرته منظمة "Rädda Barnen" أن واحد من كل أربعة طلاب من أصول أجنبية تعرض للتمييز أو المضايقة في المدرسة من قبل طلاب آخرين أو المعلمين، وفي 60 بالمائة من الحالات كان ذلك بسبب العرق أو الدين.تقول سميرة أبو طالب روزينلوند، وهي الكاتبة الرئيسية للتقرير وخبيرة في القضايا المتعلقة بالعنصرية في المنظمة: "كثيراً ما يُقال لهؤلاء الأطفال أنهم لا ينتمون إلى المجتمع. وتشمل المضايقات التي يتعرضون لها التنمر العنصري، أو السخرية من لون البشرة، أو الاستهزاء بدين الشخص".وبحسب التقرير لا تأتي المضايقات من طلاب آخرين فقط بل من المعلمين أيضاً، كأن يعرب الطالب عن رغبته بدراسة ماجستير بالهندسة مستقبلاً، فينصحه المعلم بدراسة شيء أبسط، ما يشير إلى استخفاف بقدرات الطالب.استند التقرير إلى استطلاع شمل 1117 طالباً في الصف الخامس في 32 مدرسة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى مقابلات جماعية مع 33 طفلاً في الصف الخامس. FotoADAM IHSE / TTكانزا رحمان، تبلغ من العمر الآن 18 عاماً"العنصرية دمرت حياتي الدراسية"وعرض التقرير قصة فتاة تدعى كانزا رحمان، تبلغ من العمر الآن 18 عاماً، وتدرس برنامج الاقتصاد في المدرسة الثانوية، وتعيش في ضاحية Hjällbo في يوتبوري.تقول كانزا أن التمييز العنصري، الذي بدأت تشعر به في مرحلة الروضة، دمر حياتها الدراسية، حيث كان الأطفال يُطلقون عليها لقب "القردة"، وفي الصف السابع استجمعت قواها وارتدت الحجاب، رغم أنها تعلم أن ذلك سيعرضها لمضايقات. وبالفعل قالت كنزا: "على الفور سمعت تعليقات حول هذا الموضوع من الأصدقاء ونزع صبي الحجاب عني وكأنه يرفض كل ما أنا عليه".وصفت كنزا كيف أصبحت أيام دراستها أسوأ من أي وقت مضى عندما بدأت دراستها الثانوية. حيث داومت في مدرسة كل طلابها من أصول سويدية، وكان كل من المعلمين والطلاب واضحين في أنها لا تنتمي إليهم.FotoADAM IHSE / TT وفي الصف السابع استجمعت قواها وارتدت الحجاب، رغم أنها تعلم أن ذلك سيعرضها لمضايقاتوأضافت: "أدار الناس ظهورهم لي عندما تحدثت إليهم، وبصق أحدهم على خزانتي. وقال أحد المدرسين أرى أن وجودك هنا غير لائق هنا، ربما يجب أن تذهبي إلى مدرسة Angeredsgymnasiet. ذهبت عدة مرات إلى المدير والمسؤولين لكنهم كانوا يطلبون مني أن أراسل مدارس أخرى للانتقال إليها، استغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يتفاعلوا أخيراً".كان أداء كنزا رحمان عالياً طوال أيام دراستها، لكن في المدرسة الثانوية، بدأت درجاتها تنخفض. تقول إنها ببساطة شعرت بالسوء لدرجة أنها لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة.وتضيف: "لمدة عام، لم يتحدث معي طالب واحد. عندما كنت أجلس بجانب شخص ما، كانوا ينهض ويغير مكانه".ونتيجة للوضع الذي عاشته خسرت كانزا سنة من عمرها الدراسي، لكنها تشعر الآن بتحسن كبير بعد أن انتقلت إلى مدرسة أخرى يتفهمها فيها المعلمون ولديها فيها صداقات. وتأمل الآن في أن تساعد قصتها الآخرين.الحاجة إلى العمل ضد العنصرية في المدارستقول الخبيرة روزينلوند: "نحن بحاجة إلى التحدث عن العنصرية والاعتراف بوجودها في المدارس، وفي هذه الحالة يمكن للأطفال طلب الدعم ويمكن للكبار العمل بشكل فعّال لمكافحة هذه الظاهرة. وإلا فإن الأطفال سيعتبرون أنفسهم مفرطي الحساسية، ويلقون باللوم على أنفسهم، ما يسبب بتأخرهم الدراسي".تريد المنظمة الآن من الحكومة تكليف الوكالة الوطنية للتعليم بصياغة متطلبات واضحة في المناهج الدراسية حول التمييز والعنصرية. كما يريدون زيادة كفاءة العاملين في المدارس فيما يتعلق بالعنصرية بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بالعمل الوقائي. كما تريد المنظمة أيضاً تخصيص المزيد من الموارد للعمل من أجل تحقيق المساواة.