مع اقتراب موسم الصيف، الذي يُعد الفترة الأهم لقطاع السياحة في السويد، أظهر تقرير حديث صادر عن Visit Sweden أن نسبة إشغال الفنادق والمنشآت السياحية لا تتجاوز 60% من الطاقة الاستيعابية السنوية، ما يشير إلى أن البلاد لا تواجه خطر ما يُعرف بـ"الاكتظاظ السياحي" أو Overtourism. وذكرت سوزان أندرسون، المديرة التنفيذية لشركة Business Sweden، أن أربعة من كل عشرة أسرّة فندقية تجارية تبقى شاغرة على مدار العام، مضيفة أن هذه المعطيات تعكس وجود فرص كبيرة لتوسيع النشاط السياحي في البلاد. الاكتظاظ السياحي ليس مشكلة حالياً رغم ما يبدو من كثافة الزوار في بعض المواقع السياحية مثل المدينة القديمة (Gamla Stan) في العاصمة ستوكهولم خلال شهور الصيف، فإن السويد ما زالت بعيدة عن مستويات الاكتظاظ السياحي التي تشهدها مدن أوروبية أخرى مثل برشلونة وباريس وروما. وتشير أندرسون إلى أن القدرة الاستيعابية حتى في المواقع الأكثر جذباً للسياح لم تبلغ حدها الأقصى، معتبرة أن هذا الوضع يمثل فرصة لتعزيز الاستثمار في القطاع دون أن يترتب عليه ضغط سلبي على السكان المحليين أو البنية التحتية. وقالت أندرسون: «لا نواجه اكتظاظاً سياحياً حالياً، بل لدينا مساحة للنمو السياحي، لا سيما في العاصمة ستوكهولم». ارتفاع الكلفة وتأثيرها على السياحة الوافدة وفي ظل تعافي العملة السويدية (الكرونة) مؤخراً، يطرح مراقبون تساؤلات حول تأثير هذا التحسن على القدرة التنافسية للسويد كوجهة سياحية، خاصة بالنسبة للزوار الأجانب. وأوضحت أندرسون أن السويد ودول الشمال تُعرف منذ سنوات بأنها وجهات "مرتفعة التكلفة"، ما قد يشكّل عاملاً مؤثراً في تراجع عدد الزوار من بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة. وأضافت: «من المحتمل أن نشهد تراجعاً في عدد السياح الأميركيين هذا الصيف، لا سيما أن البيانات تشير إلى انخفاض عام في نشاطهم السياحي، داخلياً وخارجياً». ومن المقرر أن تتضح الصورة الكاملة لأداء القطاع السياحي في نهاية موسم الصيف، حيث سيتم تقييم الأثر الفعلي لتغيرات العملة وتوجهات السياح الدوليين.