أخبار-السويد

رغم قلة سكانها.. قرى سويدية تتحول إلى نموذج اقتصادي بفضل طاقة الرياح

 رغم قلة سكانها.. قرى سويدية تتحول إلى نموذج اقتصادي بفضل طاقة الرياح 
 image

نفن الحاج يوسف

أخر تحديث

Aa

 قرى سويدية

Foto Helena Landstedt/TT

تحظى ثلاث قرى في مقاطعة "فاستربوتن Västerbotten" السويدية بعائدات سنوية تقدر بمئات الآلاف من الكرونة، نتيجة استغلالها لـ طاقة الرياح حيث استُخدمت هذه الأموال في تنفيذ مشروعات حفر الألياف البصرية، مسارات الإضاءة، وتحسين بنية القرية.

ورغم أن العدد الإجمالي لسكان القرى الثلاث: لاينيياور Lainejaur، مورتشارن Mörttjärn، وسبرينغليدن  Springliden، الواقعة قرب مدينة مالو Malå، لا يزيد عن 116 نسمة، إلا أن اقتصادها بات يشكل مثالاً يحتذى به، حيث قال رولاند لوندكفيست Roland Lundqvist، رئيس جمعية "فيندبيار Vindbyar" والمقيم في قرية سبرينغليدن: «لقد حظينا بفرصة رائعة لتطوير القرية بفضل أموال طاقة الرياح، ولا توجد شكاوى هنا».

الجدير بالذكر أن هذه القرى قامت، قبل نحو 12 عاماً، بتوجيه جزء من عائداتها السنوية من 18 توربيناً رياحياً لتحقيق تقدم ملموس. وكانت المبادرة لتركيب هذه التوربينات قد جاءت من أهل القرية نفسها، وليس من شركات الطاقة.

وتعود القصة حين قرر رولاند وزوجته باربرو العودة إلى منطقتهم بعد سنوات من الغياب، حيث وُلدت لديهم فكرة استغلال الرياح. وفي 2009، تم تأسيس جمعية "فيندبيار" وتمت الموافقة على تركيب التوربينات بعد قيام شركة "خيليفتيو كرافت Skellefteå Kraft" السويدية بقياس سرعة الرياح في الموقع لمدة عام وحققت النتائج نجاحاً جيداً، حيث تم توقيع اتفاقية لمدة 20 عاماً بشأن تقديم تعويضات للمجتمع المحلي، وهو ما يعادل العوائد المتوقعة من توسعة الطاقة المائية.

وأضاف رولاند: «في سبرينغليدن، قمنا بتوسيع منزل القرية وتركيب نظام تدفئة بالطاقة الأرضية، وبناء كوخ للشواء، واستخدام الأموال في تحديث مسارات الإضاءة ومسارات الثلج. بالإضافة إلى ذلك، نظمنا أنشطة لتعزيز التواصل الاجتماعي مع القرى الأخرى في المنطقة».

وبرغم التقدم المحرز، فقد واجه المشروع تحديات، حيث كان هناك من عبّر عن خيبة أمله من هذه التوربينات، لم يكن الجميع معجباً بالفكرة المتمثلة في تركيب 18 توربيناً لطاقة الرياح في وسط غابات فاستربوتن، ولكن الوضع اتضح لاحقاً. وأوضح رولاند: «الأموال لم تكن دائماً كافية، ولكن بفضل الروح المجتمعية والتعاون، نجحنا في تحقيق أحلامنا، والمستقبل يحمل المزيد من التطلعات لنا».

وعند استفساره حول النقد الواقع على الطاقة الرياحيّة، أجاب لصحيفة "DN" السويدية قائلاً: «علينا احترام آراء الآخرين. شخصياً، أرى أن بناء توربينات الرياح في مناطق سياحية يمكن أن يعكر صفو التجربة السياحية، ولكن بمشاركة المجتمع في تأسيسها، قد يكون هناك استقبال أكثر إيجابية».

وفيما يتعلق بالأثر المالي للمشروع على المجتمع، قال: «كنا نواجه نقصاً في الموارد في السابق، حيث لم نكن نستطيع ترميم منازل القرية أو تحسين الإنارة. العمل التطوعي قيم، لكنه ليس كافياً».

في ضوء ذلك، تتمتع شركة "Skellefteå Kraft" بشراكة قوية مع الجمعية في مالو "Malå"، حيث ذكر ستيفان سكارب، مدير قسم الطاقة الرياحيّة بالشركة: «نسعى دوماً لتقديم تعويضات للمجتمعات التي نعمل فيها، فالأمر يعود لتوقعات المواطنين؛ ما الذي ستحققه هذه الطاقة لي؟ وقد أظهرنا ذلك في قرية سبرينغليدن، حيث تم استثمار الأموال بحكمة».

وعلى الرغم من أن التعويضات حالياً هي خيار للشركات عند تنفيذ مشروعات طاقة الرياح، إلا أن ستيفان يأمل في تغيير ذلك. أضاف: «سيكون من الفائدة توضيح القوانين المتعلقة بالتعويضات للمجتمعات والبلديات، لضمان عدالة أكبر وتسهيل الأمور الإدارية. حالياً، بعض البلديات قد ترفض المشروعات في مراحلها النهائية، مما يترتب عليه خسائر مالية للشركات».

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©